بات واضحاً أن المشي إلى الخلف أو المشي العكسي ليس مجرد موضة عابرة بل هو تقنية قديمة نشأت في الصين منذ آلاف السنين، ولها العديد من الفوائد.
يعد المشي العكسي طريقة منخفضة التأثير لتجنب زيادة الوزن وتقنية ممتازة للحفاظ على شباب العقل والعضلات مع التقدم في السن، وله مجموعة من الفوائد الخفية للصحة والتي ربما لا يلاحظها البعض في البداية.
في العقود الأخيرة، اجتذب المشي العكسي انتباه الباحثين من الولايات المتحدة وأوروبا كوسيلة لتحسين الأداء الرياضي وبناء قوة العضلات. إن أسلوب المشي العكسي في الواقع علاجي ويمكنه تخفيف آلام الظهر وآلام الركبة والتهاب المفاصل، كما أنه مفيد لصحة الدماغ لأنه يساعد في تعزيز القدرات المعرفية مثل الذاكرة ووقت رد الفعل ومهارات حل المشكلات. تظهر الدراسات أن الأنشطة البدنية مثل المشي، وخاصة عند دمج الاختلافات، يمكن أن تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز النمو العصبي والحدة العقلية بشكل عام.
عندما يمشي الشخص إلى الخلف، فإنه يتحدى مناطق مختلفة من الدماغ وهو نوع من التمارين لأدمغة كبار السن.
ووفقًا لدراسة نُشرت في الدورية الدولية لعلوم التمارين الرياضية، فإن المشي للخلف لمدة 10-15 دقيقة فقط يوميًا على مدى أربعة أسابيع زاد من مرونة أوتار الركبة لدى 10 طالبات سليمات. وفقًا لدراسة نُشرت في Research Gate، أبلغت مجموعة من خمسة رياضيين عن انخفاض في آلام أسفل الظهر بعد فترات من المشي للخلف.
ويختلف المشي للخلف بشكل كبير عن المشي للأمام، حيث يوفر فوائد مميزة، خاصة لإعادة تأهيل الركبة. يقلل نطاق الحركة المنخفض في مفاصل الورك والركبة أثناء المشي للخلف من تأثير الركبة ويشرك عضلات مختلفة. على عكس المشي للأمام، والذي يبدأ بملامسة الكعب، يبدأ المشي للخلف بملامسة أصابع القدم، مع بقاء الكعب مرتفعًا في كثير من الأحيان. ينقل هذا التحول امتصاص الصدمات إلى مفصل الكاحل، مما ينشط العضلات المشاركة في ثني القدم. تشير الدراسات أيضًا إلى أن المشي للخلف يحسن أوقات رد الفعل بسبب تكيف الدماغ مع آلياته الفريدة.