أعلنت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عن استكمالها اختبار مكونات حمولة الكشف عن غاز ثاني أكسيد الكربون والتي تنفذها بالتعاون مع فريق جامعة ليستر وشركة Geospatial Insights.
وفي هذا الشأن أوضح سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة ان هذا المشروع والذي فاز بالمرحلة الثانية من منحة الصندوق البريطاني الثنائي لتطوير التقنيات الفضائية التابع لوكالة الفضاء البريطانية يأتي ضمن المشاريع المخطط لها ضمن جهود بناء القدرات الوطنية في مجال تطوير الحمولات فضائية بما يلبي الاحتياجات الوطنية.
مؤكدًا أن الفريق الذي مثل الهيئة في هذه الزيارة والمكون من المهندس يعقوب القصاب أخضائي هندسة فضاء، والأستاذة رؤيا بوبشيت، رئيس مختبر تحليل البيانات والصور الفضائية، والمهندسة ريم سنان، رئيس مجموعة عمليات الاتصالات بالأقمار الصناعية، ومهندسة الفضاء هالة إبراهيم، يشكلون نواة فريق الخبراء البحرينيين في هذا المجال الذي يعتبر الركيزة الأساسية في الاستفادة من الأقمار الاصطناعية.
خلال الزيارة، نفذ فريق الهيئة عددًا من الاختبارات التشغيلية لمكونات الحمولة الفضائية للتحقق من تكاملها وتحليل البيانات المستخلصة. كما اطّلع الفريق على أحدث التقنيات المستخدمة في مختبرات جامعة ليستر، بما في ذلك تطبيقات الطائرات بدون طيار وطرق التقاط الصور والمسح عالي الدقة. استعرض فريق الجامعة تقنيات الواقع الافتراضي ودورها في تحسين كفاءة تصميم وبناء واختبار الأقمار الصناعية .
حول مشاركته ضمن وفد الهيئة، صرح مهندس الفضاء يعقوب القصاب قائلاً: «عمل فريق الهيئة مع مهندسين وخبراء من جامعة ليستر لاختبار مكونات الحمولة الفضائية للكشف عن غاز ثاني أكسيد الكربون، والتي تهدف إلى توفير بيانات دقيقة عن كميات غاز ثاني أكسيد الكربون في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي. هذه التقنية تطبق للمرة الأولى في المنطقة، ونتطلع لنجاح كافة الاختبارات ودراسة إطلاق الحمولة على قمر صناعي قريبًا. إن هذا المشروع يعزز بناء القدرات الوطنية في مجال تصميم وبناء الحمولات الفضائية وتحليل البيانات باستخدام أحدث التقنيات، تحقيقًا للأهداف الاستراتيجية للمنطقة وأهداف التنمية المستدامة.»
كما علّقت رئيس مختبر تحليل الصور والبيانات الفضائية، الأستاذة رؤيا بوبشيت، قائلةً: «إن مشاركة وفد مملكة البحرين كانت مثرية لكافة الحضور من فريق جامعة ليستر وشركة Geospatial Insights والشركات الأخرى ذات الصلة وأعضاء هيئة التدريس من مختلف الجامعات في المملكة المتحدة. تمكّنا من تسليط الضوء على تطور قطاع الفضاء في مملكة البحرين خلال العشر سنوات وأبرز إنجازات فريق البحرين للفضاء. حيث تم استعراض قدرات الفريق في استخلاص المعلومات الفضائية من مراقبة الأرض وتسخيرها لخدمة الاحتياجات الوطنية ومواجهة التحديات البيئية واشراك طلاب مؤسسات التعليم العالي دعمًا للبحث العلمي في مجال الفضاء. سعدنا جدًا بإشادة الحضور من الباحثين والمتخصصين في مجال تحليل البيانات والصور الفضائية بقدرات الفريق وبالمشاريع المنجزة خلال فترة وجيزة من تأسيس الهيئة والتي أتاحت لنا العديد من فرص التعاون بين الجانبين.»
ومن جانبها صرّحت المهندسة ريم سنان قائلةً: «هذا التعاون يُعد نموذجًا يُحتذى به في قطاع الفضاء. لقد فتحت هذه الزيارة الناجحة آفاقًا جديدة للتعاون، ونحن واثقون أنه بمشيئة الله إن عملنا معًا سيسهم في تعزيز الوجود البحريني والخليجي والعربي في الفضاء، وسيدفع بجهود تسخير الفضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة قدمًا، ترجمةً لتوجيهات القيادة الرشيدة حفظهم الله ورعاهم نحو التكامل من أجل بلوغ أعلى مراتب التميز.»
وفي ذات السياق، أوضحت مهندسة الفضاء هالة إبراهيم قائلةً: «يساهم التعاون الدولي في تعزيز الابتكار وتبادل المعرفة والخبرات، حيث أن تسخير مثل هذا التعاون في مجال بناء الأقمار الصناعية والحمولات الفضائية يتيح لنا مراقبة ودراسة الأمور عن كثب وعلى نطاق واسع. كما يساهم أيضًا في إنشاء قواعد بيانات شاملة تساعد في مواجهة تحديات العصر الحالي مثل التغيير المناخي والكوارث الطبيعية، والذي بدوره يساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.»
الجدير بالذكر أن مشروع تطوير حمولة للكشف عن غاز ثاني أكسيد الكربون في مرحلته الثانية حاليًا، بدعم من وكالة الفضاء البريطانية من خلال الصندوق الثنائي لتطوير التقنيات الفضائية بتمويل يبلغ 1.4 مليون جنيه إسترليني. يُعد المشروع واحدًا من بين 11 مشروعًا عالميًا تم اختيارها بعناية للحصول على هذا التمويل الإضافي، تعزيزًا للابتكار وتطوير التقنيات الفضائية المتقدّمة.