كشفت دراسة جديدة قام بها مجموعة من العلماء، عن نشاط رياضي مرتبط بالعديد من الفوائد الصحية، ومن شأنه أن يطيل العمر ويؤخر من الشيخوخة.
وأشارت الدراسة إلى العديد من الأسباب التي تجعل ممارسة اليوغا مفيدة للغاية حتى في سن الشيخوخة، وتظهر الدراسات أنه يمكن لليوغا أن يكون لها تأثير إيجابي على العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر عن طريق خفض ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم والسمنة.
ويمكن أن تخفف اليوغا أيضًا من الاكتئاب والتوتر والقلق، وترتبط اليوغا أيضًا بأسلوب حياة أكثر صحة بشكل عام.
وكشفت الدراسة أن “اليوغا قد تؤثر بشكل محتمل على الشيخوخة على المستوى الخلوي، وفي إحدى الدراسات، أظهر المشاركون الذين مارسوا اليوغا زيادة بنسبة 43% في نشاط إنزيم التيلوميراز (هو عامل رئيسي في الشيخوخة، لأنه يبطئ شيخوخة الخلايا)، بينما أظهر المشاركون الذين استرخوا فقط زيادة تقل قليلاً عن 4%”.
وعلاوة على ذلك، يمكن لبعض ممارسي اليوغا ذوي الخبرة الكبيرة تقليل عملية التمثيل الغذائي لديهم بشكل كبير لدرجة أن حالتهم الفسيولوجية تشبه حالة الحيوانات السباتية، حيث ينخفض معدل تنفسهم ومعدل ضربات قلبهم بشكل كبير، وكذلك درجة حرارة أجسامهم.
ومع تقدمنا في السن، تتدهور حالتنا العقلية ويصبح تعلم أشياء جديدة وتكوين ذكريات جديدة أمرًا صعبًا بشكل متزايد، وينعكس هذا في الدماغ، حيث يفقد الحُصين (مكان تكوين ذكريات جديدة) على وجه الخصوص، جوهره مع تقدم العمر.
وفحصت الدراسة أدمغة ممارسي اليوغا، ووجدت أنهم عمومًا لديهم كتلة دماغية أكبر مقارنة بغير ممارسي اليوغا من ذات العمر، وكان هذا الاختلاف واضحًا بشكل خاص في الحُصين. ليس هذا فحسب، بل كلما طالت فترة ممارسة الشخص لليوغا، زادت كتلة دماغه.
كما وجدت دراسة أخرى أن متوسط كتلة الدماغ لدى المتأملين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا يتوافق مع متوسط كتلة الدماغ لدى غير المتأملين، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا.
وأكدت الدراسات أيضًا أن اليوغا تساعد في ما يسمى “الذكاء السائل” (القدرة على حل مشاكل جديدة غير معروفة)، وتعلم أشياء جديدة والتعرف على الأنماط والاتصالات، وتميل هذه القدرة إلى الانحدار مع تقدم العمر.
لكن الأبحاث تُظهر أن الأشخاص في منتصف العمر، الذين مارسوا اليوغا أو التأمل لسنوات عديدة لديهم “ذكاء سائل” أفضل مقارنة بالأشخاص في نفس العمر، الذين لم يمارسوا أيًا من النشاطين.
واستخدم الباحثون بيانات مرتبطة من “مؤشر الوفيات الوطني ومسح الفحص الوطني للصحة والتغذية”، وهو مسح مستمر يمثل الحالة الصحية والتغذوية للسكان في الولايات المتحدة.
وطُرح على المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 22598 مجموعة من الأسئلة حول عادات نمط حياتهم، بما في ذلك ما إذا كانوا يمارسون اليوغا.
وكانت النتائج مذهلة، في الواقع، كان خطر الوفاة أقل بنحو الثلثين بين المشاركين الذين مارسوا اليوغا مقارنة بمن لم يمارسوها.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، فإن اليوغا تحافظ على صحتنا، وعلى لياقتنا العقلية وترتبط بالعديد من الفوائد الصحية، التي من شأنها أن تطيل العمر وتؤخر من الشيخوخة.