أفادت تقارير إعلامية إسبانية، بأنه بدعم وتوجيه من الملك محمد السادس، وتحت إشراف سفيرة المغرب لدى إسبانيا، حصل الإمام المغربي في مدينة منكور، الواقعة بجزيرة مايوركا، على تفويض لاقتناء قطعة أرض استراتيجية، تبلغ مساحتها 14,500 متر مربع، وهي موقع المصنع السابق لشركة بيرلاس ماجوريكا ، الذي توقف نشاطه منذ عام 2006.
وأوضحت المصادر، أن هذا المشروع، الذي يُنتظر أن يُحدث تحولاً ملموسًا في حياة الجالية المغربية المقيمة بالمدينة، يهدف إلى إنشاء مسجد كبير، ومركز تجاري متعدد الأنشطة، بتكلفة تقديرية تصل إلى 6 ملايين يورو.
ويأتي هذا المشروع، استجابةً لحاجة أكثر من 5,000 مغربي يقيمون في منكور، إلى فضاء ديني يليق باحتياجاتهم، بعد أن أصبح المسجد الحالي في منطقة سا توري/أفينيداس غير قادر على استيعاب أعداد المصلين المتزايدة، مما يدفعهم إلى الصلاة في الشوارع، أو المنتزهات العامة.
كما يطمح المشروع، إلى تقديم أكثر من مجرد مسجد، حيث يضم مركزًا تجاريًا يعزز النشاط الاقتصادي، ويخلق فرص عمل جديدة، إذ تقدر المساحة المخصصة للبناء السكني والتجاري بـ45,000 متر مربع، وفقًا لمخططات الخطة الحضرية العامة، التي تُتيح إمكانية تنسيق متكامل بين الأنشطة الدينية والاقتصادية والتنموية.
وتُظهر الحكومة المغربية، التزامًا قويًا تجاه هذا المشروع، حيث أشارت التقارير ذاتها، إلى تخصيصها ميزانية تفوق 6 ملايين يورو، تشمل شراء الأرض، وبناء المسجد، والمرافق المصاحبة له، حيث يُقدر أن تتراوح تكلفة اقتناء الأرض بين 1.5 و2.2 مليون يورو، بعدما خفضت شركة العقارات التابعة لبنك BBVA ، السعر من 2.5 مليون يورو.
وشهدت الأشهر الماضية، محاولات عدة لتحديد موقع مناسب لبناء المسجد، حيث تمت مناقشة عدة خيارات، من بينها مصنع سابق لشركة PROCAM في شارع فابريكا ، وقطعة أرض قرب الطريق الرابط بين منكور ، و فيلينيتش . ورغم أن هذه المحاولات لم تُكلل بالنجاح، فإن الإصرار، والدعم الرسمي، أعادا الزخم للمشروع، بتركيز الجهود على موقع بيرلاس ماجوريكا .
ووفقًا للمخططات الحضرية، ستُخصص أجزاء من الأرض، لإنشاء متنزه عام يكون متنفسًا بيئيًا، ومجالاً للأنشطة الاجتماعية والترفيهية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التكامل بين مختلف مكونات المدينة. كما أن الدعم المحلي للمشروع، ظهر من خلال اللقاءات التي جمعت الإمام المغربي برئيس بلدية منكور ، ميكيل أوليفر، الذي أبدى اهتمامه بمتطلبات الجالية الدينية والتنموية.
ومع اقتراب إتمام المفاوضات، يبدو أن الحلم الذي طالما راود الجالية المغربية في منكور ، على وشك التحقق، ذلك أن مشروع المسجد، والمركز التجاري، يُمثل أكثر من مجرد مكان للعبادة، بل هو خطوة استراتيجية تعزز من تواجد المغاربة في المدينة، وتساهم في خلق فضاء يعكس تطلعاتهم، ويُشجع على التعايش والتنمية.