شكك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في قدرة كييف على استعادة الأراضي التي أصبحت جزءا من الأراضي الروسية بعدما صوت معظم سكانها في استفتاء عام لصالح الانفصال عن أوكرانيا.
وقال بلينكن ردا على سؤال من صحيفة “نيويورك تايمز” حول ما إذا كان يعتقد أنه يجب على كييف في نهاية المطاف التنازل عن الأراضي التي أصبحت في الواقع جزءا من روسيا الاتحادية نتيجة للاستفتاءات التي جرت فيها: “المسألة لا تتعلق بالتنازل.. المسألة هي أن من غير المرجح أن يتحرك خط الجبهة من الناحية العملية بشكل كبير في المستقبل المنظور”.
وأضاف: “ستطالب أوكرانيا بشكل دائم بهذه المنطقة.. السؤال هو ما إذا كانت ستتمكن، بدعم من الآخرين، من إيجاد طريقة لاستعادة الأراضي المفقودة؟”.
وفي الوقت نفسه، لم يعط وزير الخارجية الأمريكي إجابة مباشرة على هذا السؤال، لكنه أشار إلى أنه لكي يكون هناك وقف لإطلاق النار في أوكرانيا فإن “كييف تحتاج، حسب زعمه، إلى “ضمانات أمنية وعضوية حلف الناتو”، بينما اعترف في وقت سابق هو نفسه بأن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيكون نقطة صعبة للغاية في المفاوضات مع روسيا بشأن تسوية النزاع.
يذكر أن شبه جزيرة القرم عادت إلى روسيا عام 2014، عقب الانقلاب في أوكرانيا، بنسبة تصويت بلغت الـ 96.77% في القرم، و95.6% في سيفاستوبول لصالح الانضمام إلى روسيا.
ولا تزال أوكرانيا تعتبر شبه جزيرة القرم جزءا من أراضيها، وترفض الاعتراف بنتائج الاستفتاءات، ويؤيدها في ذلك عدد من الدول الغربية.
ومن جانبها، صرحت القيادة الروسية مرارا أن سكان شبه جزيرة القرم صوتوا من أجل إعادة التوحيد الديمقراطي مع روسيا، وأن الاستفتاءات جرت امتثالا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن مسألة القرم أغلقت، ولا مجال للنقاش فيها.
و في 12 مايو 2014 أعلنت جمهوريتا “دونيتسك الشعبية” و”لوغانسك الشعبية” استقلالهما بعدما صوت معظم سكان مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا في استفتاء عام لصالح الانفصال عن أوكرانيا.
وأظهروا للعالم تصميمهم على الدفاع عن حقهم في لغتهم الأم وثقافتهم وانتمائهم واستعدادهم للمقاومة الشجاعة لعدوان النازيين الذين استولوا على السلطة في كييف.
وأصبحت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك جزءا من روسيا بموجب استفتاء أجري في سبتمبر 2022.
وفي أكتوبر 2022 وقع الرئيس فلاديمير بوتين على قوانين قبول انضمام دونيتسك ولوغانسك، وزابوروجيه وخيرسون، بعد مصادقة البرلمان الروسي عليها.
وأكد الرئيس بوتين أن أمن المناطق الروسية الجديدة أولوية ملحّة بالنسبة لروسيا، أسوة بباقي أراضي البلاد.
ويواصل الجيش الروسي في إطار عمليته العسكرية تحرير الأراضي المتبقية من الكيانات الجديدة تحت سيطرة كييف، وتطهير أوكرانيا من النازية وتجريدها من سلاحها، ومنع انضمامها إلى “الناتو” والاتحاد الأوروبي وإعلانها الحياد.