قال اللواء صفوان حبيب بهلول، أحد كبار ضباط الاستخبارات السورية سابقًا، إن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012، كان محتجزًا في سرية الشرطة العسكرية التابعة للحرس الجمهوري بدمشق. وأوضح أن الأجهزة الأمنية اشتبهت في أن تايس لم يكن مجرد صحفي، بسبب المعدات التقنية المتطورة التي كانت بحوزته، مثل محطة بث فضائي.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة مباشر، أضاف بهلول: “حققنا معه عدة مرات، وأكد أنه ضابط سابق في قوات المارينز الأمريكية، وشارك في مهام بأفغانستان قبل أن يتحول إلى العمل الصحفي. كما ذكر أنه كان يعمل لصالح صحيفة *واشنطن بوست*، التي أخبرته بأنها لن تتحمل أي مسؤولية إذا اعتقل في سوريا”.
محاولة الهروب من الزنزانة
وأشار اللواء بهلول إلى تفاصيل مثيرة عن محاولة أوستن تايس الهروب من الاحتجاز، قائلًا: “طلب تحسين ظروف إقامته وتوفير مواد بسيطة مثل الصابون والمناشف. في البداية استجبنا لطلباته، لكنه استغل هذه الأدوات لمحاولة الهروب. استخدم الصابون لتسهيل مروره عبر فتحة ضيقة، ولف المنشفة حول الزجاج المغروس في نافذة الزنزانة، ودفع نفسه للخارج”.
وتابع: “رغم نجاحه في الهروب، تم القبض عليه مجددًا قرب مقر للأمم المتحدة في دمشق، بعد أن اشتبه به أحد عناصر الأمن. أُعيد احتجازه، لكن تلك المحاولة وضعتني تحت الشبهة لفترة قصيرة، قبل أن تزال الاتهامات عني بفضل إعادة القبض عليه”.
مصيره الغامض ومعنوياته الأخيرة
أكد بهلول أن آخر لقاء له مع أوستن تايس كان بعد إعادة اعتقاله، حيث بدت عليه علامات الإحباط الشديد. وقال: “عاتبته على محاولته الهروب، وقلت له: هل هذا جزاء المعروف؟ كنت أساعدك ووفرت لك طلباتك”.
وعن مصيره المحتمل، أشار اللواء إلى أن النظام قد يكون سلم تايس إلى جهة خارجية مثل إيران، أو احتفظ به كورقة تفاوض سياسية. وأضاف: “النظام كان يدرك أهمية تايس كرهينة بسبب جنسيته الأمريكية. لكن للأسف، لا أملك معلومات مؤكدة عن مكانه الحالي”.
خلفية عن اللواء صفوان حبيب بهلول
اللواء صفوان حبيب بهلول شغل عدة مناصب أمنية رفيعة في نظام بشار الأسد، من بينها العمل في المكتب الأمني بالقصر الجمهوري ورئاسة قسم العراق في فرع الاستخبارات الخارجية. كان شاهداً على العديد من الملفات الأمنية الحساسة خلال الثورة السورية، ومنها قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس.
من هو أوستن تايس؟
أوستن تايس هو صحفي أمريكي ومصور مستقل اختفى في أغسطس/آب 2012 أثناء تغطيته للأحداث في سوريا. خدم سابقًا كضابط في قوات المارينز الأمريكية وشارك في مهام بأفغانستان. دخل سوريا عبر معبر أطمة شمال البلاد، واعتقل قرب داريا بريف دمشق. تظل قضيته واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في العلاقات السورية الأمريكية