بينما يعود سكان لوس أنجلوس الناجون إلى أحيائهم بعد حرائق الغابات المدمرة التي ضربت المدينة، يجد كثيرون أنفسهم أمام مشهد أشبه بمنطقة حرب، حيث تحولت منازلهم إلى رماد وأنقاض.
ووصفت السلطات حرائق الغابات الأخيرة بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولاية على الإطلاق. حتى الآن، أودت الحرائق بحياة 16 شخصًا، ودمّرت أكثر من 10 آلاف مبنى بالكامل أو جزئيًا.
مشاهد الدمار في أحياء مثل باسيفيك باليسايدس وألتادينا، التي التقطتها الصور الجوية، تظهر حجم الكارثة بوضوح.
ريك ماكجيج، أحد سكان باسيفيك باليسايدس، وصف شعوره بعد عودته إلى منزله المدمر قائلاً: “لم يبق سوى تمثال صغير… نعمة وسط هذا الخراب”.
ماكجيج واحد من سكان الحي الذين فقدوا كل شيء، حيث لم ينجُ سوى 6 منازل من أصل 60.
وتواصلت جهود الإطفاء على الرغم من الرياح العاتية التي بلغت سرعتها أحيانًا 160 كيلومترًا في الساعة، محملة بالجمر الذي ساهم في انتشار الحرائق عبر التلال الجافة.
وعلى الرغم من تراجع سرعة الرياح قليلًا يوم الجمعة، حذّر خبراء الأرصاد من عودتها إلى شدتها، مما يبقي الوضع خطيرًا للغاية.
وتتوقع السلطات أن تكون كلفة هذه الحرائق الأعلى في تاريخ كاليفورنيا، مع تقديرات أولية تشير إلى خسائر تتراوح بين 135 و150 مليار دولار.
الأضرار لم تقتصر على الممتلكات، بل شملت أيضًا توقف الأنشطة السينمائية والرياضية، حيث تم تعليق تصوير العديد من الأفلام وتأجيل مباريات وأحداث بارزة.
وتفاقمت أزمة الحرائق مع نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء. حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم دعا إلى تحقيق مستقل حول هذه المشكلة، واصفًا الوضع بأنه “مقلق للغاية”. وأشار إلى أن نقص الموارد والتمويل يعيق عمل فرق الإطفاء.
من أمام منزله المتفحم في ألتادينا، قال أورين ووترز: “هذا أشبه بنهاية العالم… أمر لا يمكن تصوره”. شعور بالخوف وعدم اليقين يسود بين الناجين الذين يعبرون عن قلقهم بشأن المستقبل، وسط دعوات متزايدة للحكومة لتعزيز الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية.
خبراء الأرصاد أشاروا إلى أن التغير المناخي يزيد من حدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الرياح العاتية والجفاف. مع ازدهار الغطاء النباتي خلال السنتين الماضيتين بسبب الأمطار الغزيرة، ترك الشتاء الجاف النباتات عرضة للاحتراق السريع، مما زاد من شدة الحرائق.
فرضت السلطات حظر تجول في المناطق الأكثر تضررًا، بما في ذلك باسيفيك باليسايدس وألتادينا، في محاولة لاحتواء عمليات النهب التي رافقت الكارثة. كما تم نشر وحدات عسكرية لدعم الأمن، بينما نظم السكان دوريات محلية لحماية ممتلكاتهم.
على الرغم من حجم الكارثة، تتكاتف المجتمعات المحلية وتستعد لإعادة البناء. يقول الحاكم نيوسوم: “كاليفورنيا واجهت تحديات كبيرة من قبل، وسنتغلب على هذه الكارثة أيضًا”.