أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن وقوع هجوم مسلح استهدف سيارة إسعاف تابعة لها في مدينة الفاشر ، مما أسفر عن مقتل أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية. وأدانت المنظمة هذا العمل العنيف، مشيرة إلى أن الحادث وقع أثناء نقل مريضة كانت بحاجة ماسة إلى رعاية طبية. وأوضحت المنظمة في بيانها الذي نشرته إذاعة دبنقا، أن السيارة تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي للمريضة التي كانت على وشك الولادة.
وأكدت المنظمة أن سيارة الإسعاف كانت تحمل شعارها بوضوح، مما يبرز أهمية حماية العاملين في المجال الإنساني. كانت السيارة تقل المريضة وفريق الرعاية والسائقين، وقد تعرض أحد أفراد الفريق لإصابات خطيرة نتيجة إطلاق النار. ورغم الجهود المبذولة لنقل المريضة إلى المستشفى السعودي في الفاشر، الذي يعد المستشفى الرئيسي الوحيد القادر على إجراء العمليات الجراحية في المنطقة، إلا أن العامل المصاب توفي بعد وصولهم إلى المستشفى.
يعكس هذا الحادث المأساوي التحديات الكبيرة التي تواجهها المنظمات الإنسانية في مناطق النزاع، حيث تتعرض سيارات الإسعاف للهجمات رغم كونها تحمل علامات واضحة تدل على طبيعتها الإنسانية. تدعو منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم أثناء أداء مهامهم الحيوية في إنقاذ الأرواح.
أشارت المنظمة إلى أن هذا الحادث هو الثاني من نوعه الذي يستهدف سيارات الإسعاف التابعة لها في الفاشر خلال أقل من شهر. وعبّر ميشيل أوليفييه لاشاريتي، رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، عن قلقه إزاء هذا الهجوم القاتل، مشيرًا إلى أهمية دعم المتأثرين وفهم ملابسات الحادث من خلال التواصل مع الجماعات المسلحة.
تعرضت سيارة إسعاف تابعة لأطباء بلا حدود لإطلاق نار في 27 ديسمبر أثناء نقل مرضى إلى المستشفى السعودي، دون وقوع أي إصابات. وشهدت زيادة في القتال مؤخرًا بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.
ذكرت المنظمة أنها تدير حاليًا مستشفى ميدانيًا في معسكر زمزم، حيث تعرضت للقصف المتكرر الذي دفعها لتعليق بعض خدماتها الطبية والتركيز على الحالات الأكثر خطورة. وأشارت إلى تقديم العلاج لـ51 شخصًا تعرضوا للقصف في زمزم منذ ديسمبر.