انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعية تسريبات لمقاطع فيديو، قيل إنها من داخل سجن “قرنادة” العسكري الواقع شرق ليبيا، تظهر عمليات تعذيب واعتداء وتنكيل وحشية يتعرض لها المعتقلون، ما أثار صدمة في الرأي العام، وأحرجت القيادة العامة للجيش الليبي، التي تسيطر على هذه المنطقة.
وتظهر الفيديوهات، التي تم تداولها على نطاق واسع، أسوأ أشكال التعذيب التي يمكن أن تشاهد على الإطلاق، حيث كشفت اللقطات المسربة من داخل السجن تعرّض المعتقلين لانتهاكات جسدية وسوء معاملة، حيث ظهروا وهم يتلقون الضرب والجلد باستخدام أنابيب بلاستيكية وعصي على يد أشخاص بعضهم يرتدي الزي العسكري، كما تم إجبارهم على البقاء عراة ومكبلين وفي وضعيات صعبة لمدة طويلة.
وقال بيان لمنظمة رصد الجرائم في ليبيا، أنّها تأكدت من صحة مقاطع الفيديو المتداولة، مشيرة إلى أن مكان وقوع التعذيب تمّ تحديده في الطابق الأرضي من سجن قرنادة الذي يعرف بـ”عنبر إدارة السجن”.
وأشارت المنظمة إلى أنه تم التعرّف على هوية بعض الضحايا الذين ظهروا في الفيديوهات، وهم من الجنسيات الليبية والمصرية والسورية، وكذلك على هويّة 4 من المشاركين في عمليات التعذيب، وتبيّن أنهم يتبعون إدارة الشرطة والسجون العسكرية.
وأثارت المقاطع المسربّة غضب الرأي العام والمنظمات الحقوقية، وسط مطالب بفتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، حيث اعتبرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، أن هذه الواقعة تشكلّ “جريمة يعاقب عليها القانون، ومخالفة جسيمة لصلاحيات ومهام واختصاصات الأجهزة الأمنية، وإساءةً لاستعمال السلطة”.
وطالبت المنظمة، في بيان، مكتب النائب العام ومكتب المدعي العام العسكري بفتح تحقيق شامل في ملابسات واقعة التعذيب المبرح للسجناء والمعتقلين بسجن قرنادة، وإنزال أشد العقوبات على المتهمين فيها.
وحتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من القيادة العامة للجيش أو وزارة الداخلية بحكومة شرق ليبيا أو من البرلمان، لكن وسائل إعلام محليّة، كشفت، اليوم الثلاثاء، أن الشرطة العسكرية أوقفت 7 عناصر من سجن قرنادة ومن كتيبة “طارق بن زياد”، للتحقيق معهما على خلفية هذه الفيديوهات المسربّة.