اكتشف تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي مئات المجرات البعيدة الغامضة التي إما يولد فيها عدد هائل من النجوم، أو تحتوي على ثقوب سوداء أكبر بكثير مما ينبغي أن تكون.
تمثل “النقاط الحمراء الصغيرة” التي اكتشفها تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي لغزا كونيا. ويبدو أن هذه المجرات المدمجة إما تكون مليئة بالنجوم بشكل لا يُصدق، أو تحتوي على ثقوب سوداء ضخمة بشكل مفرط. وفي كلتا الحالتين، فإن هذا الأمر يخلق تحديات أمام فرضيات مطروحة حول نشأة وتطور المجرات.
عندما بدأ تلسكوب”جيمس ويب” في دراسة الكون المبكر اكتشف مئات المجرات الحمراء الصغيرة، الأمر الذي فاجأ العلماء كثيرا، ولكن كلما تعمقوا في دراسة البيانات ازدادت قناعتهم بأن خصائص هذه المجرات التي أُطلق عليها اسم “النقاط الحمراء الصغيرة” لا تخضع للمنطق.
وقال هولي آكينز من جامعة “تكساس” في أوستن الأمريكية: “هناك الكثير من هذه النقاط الحمراء الصغيرة، وبعضها ساطع وقوي لدرجة لا تتوافق مع توقعاتنا”.
وفحص هولي آكينز وزملاؤه مصدرين محتملين للضوء الناتج عن هذه المجرات، وهما ضوء النجوم، والضوء المنبعث من المادة التي تسقط في الثقوب السوداء فائقة الكتلة في مراكز المجرات. وخلصوا إلى أن كلا الخيارين مرتبطان بمشكلات كثيرة.
إذا كان مصدر الضوء هو النجوم، فإنه يجب أن تُولد في “النقاط الحمراء الصغيرة” كمية هائلة من النجوم وبسرعة عالية جدا لدرجة أنها يفترض أن تزيد إلى حد بعيد من كتلة الكون المعاصر. أما إذا كان مصدر الضوء هو الثقوب السوداء، فإنها يجب أن تكون أكبر بكثير مما يُعتقد، آخذا بالحسبان أحجام المجرات التي تحتوي عليها.
وقالت الباحثة كيتلين كيسي من جامعة “تكساس” في أوستن: “قد يكون كلا الخيارين صحيحين، ولكن حتى إذا افترضنا أن نصف الضوء يأتي من الثقوب السوداء فائقة الكتلة والنصف الآخر يأتي من النجوم، فلا تزال هناك مشكلة لأن هذه الأجسام موجودة في كل مكان. وهذا لغز حقيقي”.