نصح المسؤولون في لوس انجلوس أغلب النازحين بسبب حرائق الغابات بالابتعاد عن منازلهم لمدة أسبوع آخر على الأقل بينما ترفع فرق الطوارئ النفايات السامة من الأحياء المحترقة وتقطع خطوط الكهرباء والغاز التي تشكل خطرا وسط الأنقاض.
وزادت الانهيارات الأرضية من الخطر الذي تتعرض له التلال المدمرة، ولم تعد المباني التي سويت بالأرض قادرة على تثبيت التربة في مكانها، كما تشبعت الأرض بمياه خراطيم إطفاء الحرائق والأنابيب المكسورة، مما زاد من ضغوط ومأساة السكان الذين يعانون من أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ لوس انجلوس.
ويستمر اشتعال حرائق الغابات لليوم الحادي عشر على التوالي. وعبر رجال الإطفاء أمس الخميس عن ارتياحهم للصمود في مواجهة الظروف الجوية الأخيرة، المتمثلة في رياح صحراوية عاتية ورطوبة منخفضة، بدون زيادة اشتعال أي من الحريقين الكبيرين في المدينة.
لكن هيئة الأرصاد الجوية الوطنية حذرت من أن فترة النسمات التي تهب من المحيط والغطاء السحابي ستكون قصيرة، ومن المتوقع أن يعود الطقس الخطير الذي يؤجج الحرائق يوم الأحد.
ويتوق النازحون المحبطون إلى العودة لديارهم لتقييم الأضرار وإنقاذ أي تذكارات أو أدوية، لكن المسؤولين قالوا إن في ذلك خطورة كبيرة ويرهق رجال الطوارئ الذين ما زالوا يتعاملون مع الكارثة التي أسفرت عن مقتل 27 شخصا على الأقل.
وقالت رئيسة بلدية لوس انجليس كارين باس “يمكنكم رؤية الوقع النفسي لهذه الكارثة على الناس، تحدثت إلى أشخاص فقدوا منازلهم أو غير متأكدين من حالتها أو فقدوا حيواناتهم الأليفة. يمكنكم رؤية التأثير عليهم”.
وأتى حريق باليساديس في غرب لوس انجليس على 23713 فدانا وتم احتواؤه بنسبة 27 بالمئة.
وقالت إدارة مكافحة الحرائق في كاليفورنيا إنها احتوت 55 بالمئة من حريق إيتون، الذي أتى على 14117 فدانا في سفوح التلال بشرق المدينة.
وأتى الحريقان معا على 152 كيلومترا مربعا، وهي مساحة أكبر من باريس أو أكبر من مانهاتن بثلاثة أمثال تقريبا. وتمت السيطرة بشكل كامل أو شبه كامل على سلسلة من حرائق الغابات الأصغر حجما في جنوب كاليفورنيا.
وتم تدمير أو إلحاق أضرار بما لا يقل عن 12 ألف مبنى، وكثير منها منازل، مما أدى إلى استمرار إجلاء نحو 82400 شخص وتحذيرات لحوالي 90400 آخرين بالإخلاء.
وقال مسؤولون في مقاطعة لوس انجلوس إنهم سيسمحون لبعض الأشخاص في مناطق الإخلاء بالعودة إلى منازلهم خلال أقل من أسبوع، لكن عودة البقية قد تستغرق وقتا أطول إذ يحاول المسؤولون انتشال أشلاء بشرية متفحمة وتحديد هوية أصحابها.
والمنازل المتضررة أو المدمرة مملوءة بمواد خطرة يجب أن تزيلها وكالة حماية البيئة الأمريكية قبل أن تتمكن الوكالات المحلية من رفع الحطام وإعادة المرافق.
وقال جيم ماكدونيل قائد شرطة لوس انجليس إن الشرطة جربت مرافقة الناس إلى منازلهم في زيارات قصيرة، لكنها وجدت أن ذلك يعيق حركة سيارات الإطفاء على الشوارع ويستهلك وقت عدد كبير من أفراد الشرطة.
وبعيدا عن عملية التنظيف الفورية، يستعد المسؤولون المحليون وعلى مستوى الولايات لجهود إعادة الإعمار الضخمة من خلال تعليق اللوائح التي قد تتسبب في تأخير ذلك.