أجرت ديبرا تايس، والدة الصحافي الأميركي، أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ عام 2012، سلسلة لقاءات مع مسؤولين لبنانيين بارزين، في إطار جهودها الحثيثة لمعرفة مصير ابنها والعمل على إطلاق سراحه.
استهلت ديبرا جولتها بلقاء قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، حيث استعرضت آخر التطورات المتعلقة بقضية أوستن. وأعرب العماد عون عن دعمه الكامل لهذه القضية الإنسانية، مشيرًا إلى أهمية العمل المشترك للكشف عن مصير تايس، الذي أصبح رمزًا للمعاناة الإنسانية.
كما التقت اللواء عباس إبراهيم، المدير السابق للأمن العام اللبناني، الذي لعب دورًا محوريًا في عدة وساطات دولية لإنقاذ رهائن سابقين. وأشاد اللواء إبراهيم بصمود ديبرا وإصرارها، مؤكدًا أن قضية أوستن تحمل بعدًا إنسانيًا يتجاوز الجانب العائلي، ووعد بمواصلة تقديم كل ما يمكن لدعم هذه الجهود.
وفي وقت سابق، كشف نزار زكا، مدير منظمة “دعم الرهائن حول العالم”، الذي رافق ديبرا خلال جولتها، أن تحقيقات المنظمة تشير إلى أن أوستن تايس لا يزال على قيد الحياة، ومحتجزًا من قبل عدد قليل من الأشخاص الموالين للنظام السوري السابق، بهدف إجراء صفقة أو تبادل، موضحاً أنّ تقدمًا ملموسًا قد تحقق في تعقب مصير تايس، لكن تحديد مكانه بدقة لا يزال غير مؤكد.
يأتي تحرك ملف “أوستن” بالتزامن مع تصريحات مثيرة من اللواء السابق في استخبارات النظام السوري البائد، صفوان حبيب بهلول، أكد خلالها أنه أشرف على التحقيق مع أوستن تايس عدة مرات خلال احتجازه في سرية الشرطة العسكرية التابعة للحرس الجمهوري بدمشق.
وأشار بهلول إلى أن الأجهزة الأمنية اشتبهت في أن تايس لم يكن مجرد صحفي، نظرًا للمعدات التقنية المتطورة التي كانت بحوزته، متحدثاً عن تفاصيل محاولة هروب تايس من الزنزانة باستخدام أدوات بسيطة مثل الصابون والمناشف لتجاوز نافذة ضيقة، وأنّ تايس نجح في الفرار قبل أنّ تنجح قوات أمن النظام البائد من إعادة القبض عليه لاحقًا قرب مقر للأمم المتحدة في دمشق، ورحج بهلول، في حينه، أنّ يكون النظام البائد قد يكون احتفظ بتايس كورقة تفاوضية أو نقله إلى جهة خارجية مثل إيران.
تأتي هذه اللقاءات والتحركات، إلى جانب تصريحات زكا وبهلول، في وقت تستعد فيه ديبرا تايس لزيارة دمشق ولقاء الإدارة السورية الجديدة، في محاولة لتسريع الجهود للإفراج عن ابنها الذي تشير التقارير إلى أنه لا يزال على قيد الحياة، رغم مرور أكثر من 12 عامًا على اختفائه