كشف مصدر عسكري بولاية نهر النيل شمال السودان لـ«سودان تربيون» أن الهجمات بطائرات بدون طيار التي نُفِّذت على الولاية بلغت 74 طلعة خلال الفترة الماضية.
وأصدرت لجنة أمن الولاية بيانات متتالية طيلة مؤخرا تحدثت عن إسقاط وتدمير والتصدي للطائرات المسيّرة التي تستهدف مطار عطبرة وسلاح المدفعية.
وسقطت مسيّرة في حي بانت بمدينة عطبرة الأسبوع الماضي، مما تسبب في خسائر فادحة بأحد المنازل، تصادف أنه كان خاليًا، فيما تأثرت كل المنازل المحيطة به.
وأكد المصدر العسكري أنه تم إسقاط معظم تلك الطائرات، مشيرًا إلى أن عددها تم تقديره بناءً على الرصد عبر الرادارات وأجهزة الاستشعار والتشويش المنتشرة في أنحاء الولاية.
وأضاف، في الوقت نفسه، أن عددًا آخر – لم يحدده – سقط على حدود الولاية بعد أن نجحت أجهزة التشويش في تفريغ بطارياتها، مما تسبب في سقوطها، حيث لم يتم إحصاؤها فعليًا.
ورفض المصدر العسكري التعليق على مايثار عن سقوط عدد من الطائرات المسيّرة في مناطق سكنية نتيجة تأثير أجهزة التشويش الموضوعة في بعض الأحياء على بطاريات تلك الطائرات.
لكنه أشار إلى أن الطائرات المسيّرة تنطلق من مسافة تقارب 400 كيلومتر خارج الولاية، وليس من داخلها، على عكس ما يتردد حاليًا، مضيفًا أن أجهزة التشويش تغطي كامل محيط الولاية، وتبدأ عملية التشويش فور اقتراب الطائرة المسيّرة من الأجواء.
وأوضح أن الطائرات المسيّرة تُطلَق من منصة خارج الولاية لاستهداف مطار عطبرة تحديدًا، حيث هاجمت المطار أكثر من 13 مرة، لكن المضادات الأرضية وأجهزة التشويش نجحت في التعامل معها.
وأكد أن جميع المسيرات التي هاجمت الولاية حتى الآن هي طائرات انتحارية بعيدة المدى، لكنه شدد على أنه لا يستطيع التأكد مما إذا كانت من طراز شاهد 136 أو أرش، وهما الطائرتان الانتحاريتان الإيرانيتان بعيدتا المدى.
وفي سياق متصل، حصلت «سودان تربيون» على معلومات تفيد بامتلاك الدعم السريع طائرات مسيّرة مرتبطة بالإنتاج الإيراني مؤخرًا، بينما كانت تمتلك سابقًا عددًا محدودًا من الطائرات المسيّرة المعدلة لإسقاط القذائف.
وشوهدت طائرات مسيّرة تستخدمها قوات الدعم السريع تطلق الصواريخ خلال الاشتباكات في مدينة الفاشر شمال دارفور، لكن نوعها ومنشأها لم يتضح على الفور.
كما امتلكت الدعم السريع طائرات مسيّرة من طراز كواد كابتر مصنوعة من مكونات تجارية، وتستطيع إلقاء قذائف هاون عيار 120 ملم، بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي أخرى محمولة على الكتف، تعرف باسم FN-6.
في المقابل، ووفقًا لقاعدة بيانات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، لم يشترِ الجيش السوداني إلا واحدة من هذه المنظومات، وهي FN-6.
ويمتلك الجيش السوداني ميزة اقتناء الطائرات بدون طيار، خاصة الإيرانية الصنع مثل مهاجر 6 وزاجل 3 المعدلة، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار من طراز FPV، التي يتم تشغيلها بواسطة شخص واحد باستخدام نظارات تشبه المستخدمة في مشاهدة مايعرف بـ “الواقع الافتراضي.”
وتواصل الدعم السريع تنفيذ هجمات جوية على ولاية نهر النيل وعدة ولايات اخرى، عبر أسراب من الطائرات المسيّرة التي تنطلق لساعات، وسط مخاوف من نجاحها في استهداف سلاح المدفعية بوسط عطبرة.
وسقطت إحدى الطائرات المحملة بالدانات، الأسبوع الماضي في حي المطار بعطبرة، مما أدى إلى إصابات طفيفة بين سكانه. وكانت لجنة أمن الولاية ذكرت في بيان لها أن سرب الطائرات المسيّرة هاجم المدينة من الاتجاه الجنوبي الشرقي.
وأصيبت فتاة في حي المطار بعطبرة برصاصة من مضاد للطائرات، أطلقتها قوات الجيش أثناء تصديها لسرب من الطائرات المسيّرة هاجم المطار الأسبوع الماضي.
و خلال ديسمبر الماضي سقط قتلى وجرحى في هجوم يُعد الأكبر من نوعه على معسكر المعاقيل للجيش في مدينة شندي، حيث تعرض المعسكر لهجوم بنحو 11 طائرة مسيّرة انتحارية.
وقالت مصادر بمدينة عطبرة لـ«سودان تربيون» إن عدد الطائرات المسيّرة التي سقطت في المدينة بلغ نحو 6 في أحياء المطار – بانت – الوحدة – الحصايا.
ووثقت مسارات تتبع الرحلات الجوية بين السودان وإيران خلال الآونة الأخيرة خمس رحلات جوية لطائرات شحن انطلقت من إيران، وهبطت في مطار بورتسودان بعد إخفائها عن الرادار طوال رحلاتها.
وبحسب معلومات أوردتها «سودان تربيون» الشهر الماضي، فإن هذه الطائرات كانت تحمل أسرابًا من طائرات بيرقدار الإيرانية المسيّرة، بالإضافة إلى صواريخ مسيّرة أخرى يستخدمها الجيش السوداني حاليًا في الحرب.