شهدت محافظة دير الزور، الواقعة شمال شرق سوريا، عدة حوادث متتالية تسلط الضوء على خطورة المعابر المؤقتة التي تربط ضفتي نهر الفرات، في ظل غياب البنية التحتية الأساسية والجسور المدمرة.
شهدت بلدة الباغوز بريف دير الزور حادثة سقوط سيارة في نهر الفرات أثناء عبورها أحد المعابر النهرية المؤقتة، ما أثار مخاوف واسعة حول خطورة هذه المعابر التي تمثل تهديداً يومياً لأرواح السكان وممتلكاتهم.
وفي حادثة أخرى وقعت يوم أمس السبت، انقلبت عبارة مائية عند معبر حطلة في مدينة دير الزور، مما أدى إلى سقوط رجلين وسيارة في النهر. وبفضل تدخل المدنيين، تم إنقاذ الرجلين والمركبة، بينما كادت عبارة أخرى تحمل نحو 30 شخصاً أن تنقلب قبل أن تستقر.
تفتقر المعابر المؤقتة إلى معايير السلامة الأساسية، ورغم استخدامها كحل اضطراري في ظل دمار الجسور منذ سنوات، إلا أن المخاطر المرتبطة بها تزداد مع تكرار الحوادث.
ويعتمد السكان في المنطقة على هذه المعابر للتنقل بين ضفتي الفرات يومياً، مما يعرضهم لحوادث متكررة قد تنتهي بكوارث إنسانية وخسائر مادية.
وتجددت المطالب الشعبية بضرورة إعادة إعمار الجسور المدمرة التي كانت تربط بين ضفتي نهر الفرات، والتي تضررت بفعل العمليات العسكرية خلال السنوات الماضية.
ويرى السكان أن استمرار الاعتماد على المعابر المؤقتة لا يقتصر أثره على التسبب بحوادث متكررة، بل يعطل النشاط الاقتصادي ويزيد من معاناة الأهالي في الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وناشد أهالي الباغوز وحطلة الجهات المحلية والدولية الإسراع في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، وعلى رأسها الجسور.
وحذر السكان من أن بقاء الوضع على حاله سيؤدي إلى تكرار الحوادث المأساوية التي تهدد حياة الأبرياء وتلحق خسائر مادية فادحة.
ويشير مراقبون إلى أن غياب الجسور الآمنة لا يقتصر أثره على زيادة مخاطر الحوادث، بل يمتد ليشمل تعطيل الحركة التجارية، ورفع تكاليف النقل، وتعطيل النشاط الزراعي والصناعي، مما يزيد من معاناة السكان ويضاعف أعباءهم الاقتصادية.