أطلق مجموعة من المهندسين المعماريين السوريين مبادرة إنسانية تهدف إلى دعم الاستقرار وإعادة الأمل للسوريين المتضررين من آثار الحرب.
المبادرة تتضمن تقديم خدمات هندسية وتصاميم مجانية لأصحاب المنازل التي تعرضت للهدم الجزئي أو الكلي، بالإضافة إلى المرافق العامة مثل المدارس، ودور العبادة، ودور الأيتام المتضررة.
صرح المهندس شادي هواري، أحد مؤسسي المبادرة وخريج كلية الهندسة المعمارية في دمشق، أن الهدف الأساسي هو مساعدة العائلات المتضررة على استعادة الأمن والاستقرار.
ويشمل ذلك تقديم استشارات هندسية وتصاميم لإعادة بناء المنازل أو تحسينها بما يتناسب مع احتياجات الأهالي وطبيعة المنطقة.
المهندس شادي الذي عمل سابقًا كمدير المكتب الفني لمشروع مترو الرياض في السعودية، يشرف حاليًا على تنسيق المبادرة بالتعاون مع فريق من المهندسين المنتشرين في مختلف المناطق السورية.
تغطي المبادرة المناطق الأكثر تضررًا، مثل: ريف حلب، إدلب، الغوطة، ودوما.
وأوضح المهندس شادي أن أي طلب مساعدة يتم تحويله إلى المهندس المتواجد في المنطقة ذاتها، مما يتيح زيارة الموقع بسهولة واجتماع المهندس مع صاحب المنزل لفهم المتطلبات التصميمية.
وأضاف أن الحالات التي تتطلب إعادة تصميم شامل تُدرس عن بُعد بالتعاون مع فريق المبادرة، وشدد على أن المبادرة تقدم خدمات هندسية فقط، مثل التصاميم ورفع المقاسات، دون تقديم أي دعم مالي.
حتى الآن، تلقت المبادرة 95 طلبًا للمساعدة، وتم الرد على جميعها، حيث انتهى العمل على حالتين: الأولى في إدلب والثانية في الغوطة، بينما يتم حاليًا العمل على 4 مشاريع جديدة.
وأشار المهندس شادي إلى أن المبادرة انطلقت عبر مجموعة “فيسبوك” تُدعى “أصدقاء الكلية”، التي أسسها عام 2014 كمنصة لتواصل زملاء الدراسة، لكنها تحولت لاحقًا إلى مساحة لتعاون إنساني وهندسي.
وتدعو المبادرة جميع المتضررين الراغبين في الاستفادة من خدماتها إلى تقديم بيانات دقيقة حول وضع منازلهم لتسهيل عملية الدراسة والتواصل.
ويؤكد القائمون أن المبادرة تركز فقط على تقديم الحلول الهندسية دون تقديم مساعدات مالية.
وتُعد هذه المبادرة نموذجًا يُجسد التكافل الاجتماعي والدور الذي يمكن للخبرات الهندسية أن تلعبه في تخفيف معاناة المتضررين.
كما أنها تسهم في إعادة بناء المجتمعات وتحقيق الاستقرار، مما يعكس روح العطاء والمبادرة لدى السوريين في ظل الظروف الصعبة.