شهدت قرية سوسنباط قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي، يوم الأحد 19 كانون الثاني، حادثاً مأساوياً حيث لقي طفل في العاشرة من عمره حتفه بعد سقوطه في بئر عربي عمقه 60 متراً، وعمق سطح المياه فيه حوالي 40 متراً. وعلى الفور، استجابت فرق الدفاع المدني السوري وقامت بانتشال جثمان الطفل من البئر ونقلته إلى مشفى مدينة الراعي وفق ما أفاد به مراسلنا .
هذا الحادث المؤلم يسلط الضوء على مخاطر الآبار المفتوحة في المناطق الريفية التي خلفها النظام البائد حيث دأب خلال سنوات سيطرته على المدن والقرى بسرقة أغطية الآبار وحفر الصرف الصحي والتي باتت تهدد حياة السكان بشكل متزايد، خاصة الأطفال.
الدفاع المدني السوري، في سياق هذا الحادث، ناشد المزارعين وأهالي المناطق الريفية ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لحماية أنفسهم وعائلاتهم من هذه المخاطر، وأكدت فرق الإنقاذ على أهمية إغلاق الآبار بشكل محكم والإبلاغ عن أي آبار مفتوحة أو حفر عميقة في المحيط القريب من المنازل أو المزارع، ليتمكن فرق الدفاع المدني من تأمينها والتعامل معها بشكل آمن.
وهذا الحادث ليس الأول من نوعه في الآونة الأخيرة، ففي التاسع من يناير الجاري، وقع حادث مشابه في بلدة شرقي أبو الظهور، حيث سقط طفل في بئر عمقها 55 متراً وتوفي جراء الحادث، هذا التصاعد في الحوادث المأساوية يثير القلق حول أهمية معالجة هذه المشكلة بشكل عاجل.
وفي تصريح أكد حسن الحسان، أحد متطوعي الدفاع المدني السوري، أن معظم أغطية الآبار وفتحات الصرف الصحي قد تم سرقتها من قبل ميليشيات نظام الأسد في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته.
وأضاف الحسان أن عمليات السرقة والتدمير التي تعرضت لها البنية التحتية في تلك المناطق، بما في ذلك إغفال تأمين الآبار، تساهم بشكل كبير في زيادة المخاطر على حياة المدنيين، خاصة الأطفال.
وفي ختام حديثه، دعا الحسان الأهالي إلى ضرورة توعية أطفالهم وكبارهم بالمخاطر التي تشكلها الآبار المفتوحة، كما حثهم على ضرورة تغطيتها والإبلاغ عن أي آبار غير مؤمنة لتتمكن فرق الدفاع المدني من التعامل معها بالشكل المناسب.
تبقى الحوادث المرتبطة بالآبار المفتوحة تهديداً حقيقياً لحياة المدنيين في مختلف المناطق السورية، ويجب أن يكون هناك تعاون بين السكان المحليين وفرق الإنقاذ لتفادي المزيد من هذه الحوادث المأساوية، إذ تستمر دعوات الدفاع المدني السوري في التأكيد على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية من قبل الأهالي والمزارعين لحماية أنفسهم وعائلاتهم، خاصة الأطفال، من هذه المخاطر القاتلة.