أعلنت وزارة التربية والتعليم عن قرار جديد يتعلق بالطلاب في المنطقة الشرقية، وتحديداً في محافظتي الرقة والحسكة، حيث سيكون امتحان الفصل الدراسي الثاني هو الامتحان الرئيسي الذي يحدد النجاح أو الرسوب للعام الدراسي 2024-2025، وجاء هذا القرار في إطار مراعاة الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة.
تفاصيل القرار وأبعاده
الوزارة أكدت في نص قرارها على أهمية حماية حق التعليم في جميع الظروف، مشيرة إلى أن اعتماد نتائج الفصل الثاني فقط يأتي كخطوة لضمان فرص متساوية لجميع الطلاب، وأشارت إلى التزامها بمواصلة تقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز العملية التعليمية في المناطق المتضررة.
ردود الفعل في الميدان
وقال مدرس لمادة اللغة العربية في مدينة الرقة : “لقد وفر هذا القرار الكثير على الطلاب، وأصبح حافزاً لهم للالتزام بالدراسة، إذ كانوا يعانون من مشقة السفر إلى مناطق النظام لتقديم امتحان السبر، إضافة إلى الضغوط النفسية التي يتعرضون لها على الحواجز”.
يعتبر هذا القرار دفعة معنوية كبيرة للطلاب في المنطقة الشرقية، خاصة أنه يلغي اختبار السبر الترشيحي الذي كان يشكل عبئاً إضافياً عليهم، وسابقاً كان الطلاب مضطرين للتنقل إلى مناطق النظام لتقديم هذا الاختبار، ما يعرضهم لمشقة السفر وضغوط نفسية كبيرة، فضلاً عن الأعباء المالية.
من جهتها، أوضحت منى العبدالله، وهي أم لثلاثة أطفال من سكان الرقة، أنها أوقفت أبناءها عن الدراسة بعد فرض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مناهجها الخاصة، وأضافت: “رفضت إرسال أبنائي إلى المدارس بسبب المنهاج المفروض، لكن بعد هذا القرار، سأجهزهم للعودة إلى المدارس التي تعتمد منهاج وزارة التربية السورية”.
الواقع التعليمي تحت ضغوط مختلفة
تزامن القرار مع استمرار فرض قوات سوريا الديمقراطية منهاجاً خاصاً في المدارس الواقعة تحت سيطرتها، ومع إعلان وزارة التربية السورية عن هذا القرار، يتوقع أن تعود أعداد كبيرة من الطلاب إلى مدارسهم، خاصة مع التطمينات التي قدمتها الوزارة بشأن التسهيلات والدعم التعليمي.
يأتي هذا القرار في وقت حساس بالنسبة للطلاب وأسرهم في المنطقة الشرقية، حيث يواجهون تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، ومع التزام الوزارة بمواصلة دعم العملية التعليمية، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارية هذا الدعم وتحقيق بيئة تعليمية آمنة تسهم في بناء مستقبل أفضل لأبناء سوريا.