تشهد مدينة حمص، إحدى أكبر المدن السورية وأكثرها تعقيدًا من الناحية الديموغرافية والطائفية، تحديات أمنية كبيرة تتمثل في انتشار أوكار المخدرات وفلول النظام السابق، ما يجعل الحملات الأمنية تواجه صعوبات جمة في تحقيق أهدافها.
وتعكس هذه التحديات الوضع الأمني المتأزم في المدينة، رغم الجهود المستمرة لإعادة الاستقرار ومحاسبة المجرمين والخارجين عن القانون.
وأكد إياد الرحال، أحد المنتسبين لإدارة العمليات العسكرية في حمص في تصريحات لمنصة SY24، أن انتشار أوكار المخدرات يعد من أبرز التحديات التي تواجه الحملات الأمنية.
وأشار إلى أن هذه الأوكار تنتشر في مختلف أنحاء المدينة بسبب الترويج الكبير للمخدرات من قبل عناصر النظام السابق والموالين له.
وأضاف الرحال أن الحملات الأمنية تمكنت خلال مداهماتها من مصادرة كميات كبيرة من المخدرات، بما في ذلك حبوب الهلوسة التي أدمن عليها عناصر الشبيحة والضباط الذين كانوا يدعمون النظام السابق في حملاته العسكرية داخل وخارج حمص.
ورغم الجهود الأمنية، ما يزال الوضع في حمص سيئًا بسبب التوزع الديموغرافي المعقد والخليط الطائفي الذي يميز المدينة، حسب المصدر ذاته.
ومع ذلك، أكد الرحال أن الأمور تحت السيطرة، وأن الحملات الأمنية مستمرة لتحقيق أهدافها، والتي تشمل نزع السلاح ومحاسبة المجرمين الذين شاركوا في قتل السوريين على مدار 14 عامًا من الصراع.
وتستمر الحملات الأمنية في أرياف حمص، وخاصة في الريف الغربي، حيث يتم ملاحقة فلول النظام السابق الذين رفضوا تسليم أسلحتهم.
وأشار الرحال إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في عدم استجابة هذه الفلول للتسويات، ما يجعل عملية نزع السلاح أكثر تعقيدًا.
وأكد على أن عناصر الإدارة العسكرية منتشرة في مناطق حساسة، بما في ذلك حي الزهراء، الذي يعتبر الحاضنة الشعبية الأكبر للنظام السابق.
وقبل يومين، نقلت وكالة “سانا” عن مصدر في إدارة الأمن العام في حمص أن حملات التمشيط في ريف حمص تستهدف مستودعات أسلحة وتجار مخدرات ومهربين، بالإضافة إلى فلول ميليشيات النظام السابق الذين رفضوا تسليم أسلحتهم.
ودعا المصدر أهالي قرى وبلدات ريف حمص الغربي إلى التعاون الكامل مع القوات الأمنية لتحقيق أهداف العملية.
ورغم الصعوبات، فإن الحملات الأمنية مستمرة في عملها في مختلف المناطق السورية، مع التأكيد على أهمية التعاون الشعبي لتحقيق الاستقرار وإنهاء حالة الفوضى التي تعيشها المدينة منذ سنوات.