كشفت وثائق سرية من البنتاغون مكونة من 12 صفحة، وُقعت من قبل هيئة الأركان المشتركة عام 1962، خطة سرية لارتكاب أعمال وحشية ضد المواطنين الأمريكيين لتبرير الحرب ضد كوبا في الستينيات.
وتحمل الخطة الاسم الرمزي “عملية نورثوودز”، وهي مؤامرة سرية للغاية اقترحت تنفيذ أعمال إرهابية في مدن أمريكية في ما يُعرف بـ”عملية علم زائف”، ثم إلصاق التهمة بكوبا لخداع الأمريكيين لدعم جهود الحرب للإطاحة بالزعيم الكوبي فيديل كاسترو.
وجاء في الوثيقة: “يمكننا تطوير حملة إرهابية كوبية شيوعية في منطقة ميامي، وفي مدن فلوريدا الأخرى، وحتى في واشنطن”، إلى جانب عشرات الأفكار العنيفة الأخرى حول كيفية إثارة العداء الأمريكي ضد كوبا.
واقترحت الوثيقة أفعالا مروعة، بما في ذلك قتل جنود أمريكيين، حيث كتب المسؤولون: “يمكننا تفجير سفينة أمريكية في خليج غوانتانامو وإلصاق التهمة بكوبا”، مضيفين أن “قوائم الضحايا في الصحف الأمريكية ستثير موجة مفيدة من السخط الوطني”.
وكان الهدف من هذه الأفعال خلق ذريعة لغزو كوبا والإطاحة بنظام كاسترو.
ورفض الرئيس جون إف. كينيدي عملية “نورثوودز” عندما وصلت إلى مكتبه، مما أثار غضب بعض الجهات داخل الحكومة الأمريكية، وبعد ذلك، تم اغتيال كينيدي في نوفمبر 1963، مما أثار نظريات مؤامرة عديدة حول الجهات التي تقف وراء اغتياله.
وتدعي إحدى نظريات المؤامرة أن كينيدي قُتل على يد إسرائيل، التي يُزعم أنها تتحكم في “الدولة العميقة” الأمريكية. وتشير هذه النظرية إلى أن كينيدي كان يعارض بعض السياسات التي تدعمها إسرائيل، مما أدى إلى تصفيته.
ووعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي، مما قد يؤدي إلى كشف المزيد من الحقائق الصادمة حول أنشطة الحكومة الأمريكية خلال الستينيات.
ومن المتوقع أن تكشف هذه الوثائق تفاصيل إضافية عن الأحداث التي أدت إلى اغتيال كينيدي، وتأثير “الدولة العميقة” على القرارات السياسية والعسكرية في ذلك الوقت.
وقد يؤدي كشف هذه الوثائق إلى إثارة جدل واسع حول دور الحكومة الأمريكية في التخطيط لأعمال عنف ضد مواطنيها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة وكوبا وإسرائيل خلال فترة الحرب الباردة.
كما قد تعيد هذه الوثائق فتح النقاش حول نظريات المؤامرة المحيطة باغتيال كينيدي، وتأثيرها على السياسة الأمريكية حتى يومنا هذا.