فيما تسعى بغداد إلى رسم مسارها الدبلوماسي الخاص في المنطقة والحد من قوة الجماعات المسلحة، أوضح محسن المندلاوي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي أن بلاده لن تتأثر سلبا بإضعاف نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
وأضاف رجل الأعمال من مكتبه في المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد قائلا “بدأ العراق يقوم بدوره الطبيعي بين الدول العربية، رغم أن إيران جارة تربطنا بها علاقات تاريخية لكن موقعنا الجغرافي وعلاقاتنا مع الدول العربية أمور منفصلة”.
كما اعتبر المندلاوي، وهو أيضا عضو في الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الحاكم الذي يضم مجموعة من كبار الساسة الذين يعتقد أن لهم علاقات وثيقة مع إيران، ويرأس كذلك ائتلاف الأساس العراقي الذي يضم نوابا بالبرلمان أن حصر السلاح بيد الدولة أمر مهم، معرباً عن أمله في تنفيذه، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
إلا أنه أشار إلى أن مسألة حل الفصائل المسلحة ستستغرق وقتا لكنها ممكنة نظرا للتحول في التركيز على المصالح السياسية والاقتصادية المتنامية.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أكد سابقا أن الحكومة تحاول إقناع الفصائل المتحالفة مع طهران بإلقاء أسلحتها.
جاء هذا التوجه العراقي بشأن حل الميليشيات بعد تحولات كبرى في الشرق الأوسط شهدت تلقي حلفاء لإيران في المنطقة ضربات قوية منها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وتراجع قوة حزب الله في لبنان بعد خسائر فادحة تكبدها خلال مواجهاته مع إسرائيل.
كما أتى مع تعهد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة بزيادة الضغط على طهران التي تساند منذ وقت طويل أطرافا وجماعات مسلحة في العراق.
فيما تحاول بغداد وهي حليف لكل من واشنطن وطهران، تجنب خلخلة استقرار البلاد الهش والتركيز على إعادة البناء بعد حروب وصراعات وأعمال عنف على مدى سنوات.