قال الجيش السوداني إن محيط مصفاة الخرطوم للنفط آمن باستثناء بعض القذائف غير المنفجرة والألغام التي يعملون على إزالتها، وذلك عقب اندلاع النيران بالمصفاة بسبب القتال الدائر حولها.
ولا تزال الحرائق مشتعلة في أكبر مصفاة للنفط في السودان منذ خمسة أيام بسبب شح مواد الإطفاء.
والسبت أعلن الجيش السوداني إكمال سيطرته على المصفاة الرئيسية للنفط في البلاد الواقعة قرب مدينة الجيلي شمال الخرطوم بحري على بعد نحو 70 كيلومترا شمالي العاصمة السودانية، والتي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وقال قائد قوات تحريرالمصفاة العميد جعفر محمد الشيخ، إن محيط المصفاة أصبح آمنا بالكامل، داعيا المواطنين في المنطقة المحيطة إلى توخي الحذر.
وأكد العميد جعفر محمد الشيخ، في تصريحات صحفية، أن الجيش والقوات المساندة أكملوا تطهير “شمال الخرطوم بحري” من منطقة أبو حليمة وحتى مصفاة الخرطوم، مشيرا إلى أن القوات تجري عملية تمشيط واسعة أسفرت عن ضبط أسلحة وذخائر، فضلا عن أسرى من قوات الدعم السريع تم القبض عليهم مختبئين بين الأشجار وداخل المنازل بالمناطق القريبة من المصفاة.
وأفاد بأن قواته ستؤمن وجود الفرق الهندسية بالمصفاة، مؤكدا أن قوات الدعم السريع لن تتمكن من العودة إلى منطقة المصفاة.
وبشأن وضع مصفاة الخرطوم بعد الحرائق، قال المدير العام بالإنابة هشام محمد بابكر لــ”سودان تربيون” إن المصفاة تعرضت لعدة حرائق منذ اندلاع الحرب، لكن الحريق الحالي المشتعل منذ خمسة أيام يعد الأكبر.
وأضاف أن وحدة الدفاع المدني الملحقة بالمنشأة تفتقر حاليا إلى مواد الإطفاء التي كان يمكن أن تحتوي الحريق بشكل سريع قبل أن ينتقل من مستودعات الخام إلى وحدات الإنتاج.
وذكر موقع “سودان تربيون” في السياق أن أعمدة الدخان ما زالت تتصاعد بكثافة من جسم المصفاة، فضلا عن تدفق خام النفط خارج المستودعات بشكل كبير على أرضية المنشأة.
وأشار المدير العام بالإنابة إلى أن مصفاة الخرطوم للنفط تحتاج الآن إلى إعادة تقييم هندسي لتحديد الأضرار، وموعد تشغيلها، ومن ثم توفير التمويل اللازم والتواصل مع الشركات التي نفذتها، موضحا أن غرفة التحكم سليمة كونها مشيدة وفق أقوى تصميم هندسي مما يشكل حماية لها من أي مخاطر.
وتغطي مصفاة الخرطوم للنفط حوالي 66% من حاجة السودان من الوقود، وقد اضطرت إدارة المصفاة إلى التخلص من الغاز تحاشيا لمخاطر اشتعاله، بينما استهلكت قوات الدعم السريع الوقود المخزن في المستودعات، وهو ما اضطر الجيش إلى قصف هذه المستودعات لقطع إمدادات الوقود عن الدعم السريع.
وتبادل كل من الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات مرارا بالتسبب في الحرائق العديدة التي اشتعلت في مصفاة الخرطوم.
يشار إلى أن شركة مصفاة الخرطوم السودانية المحدودة تأسست عام 1997، قرب مدينة الجيلي، وبدأت عملياتها عام 2000 بطاقة تصميمية تصل إلى مائة ألف برميل يوميا.