نفى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين تعرض الحكومة لتهديدات من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يأتي ذلك وسط حديث عن ضغوط غربية تواجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتفكيك الحشد الشعبي ونزع سلاحه.
وقال فؤاد حسين في ندوة حوارية نقلتها وسائل اعلام محلية “لم نسمع أي تهديدات من الإدارة الأميركية الجديدة تجاه العراق”.
وشدد في المقابل على ضرورة تعزيز العلاقات مع واشنطن في مختلف المجالات بما فيها الاقتصادية “مشيرا إلى ان الجولة الخامسة للحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ستكون واسعة وتشمل لجاناً عدة”.
ويتصاعد الحديث في الساحة العراقية عن مساع غربية حثيثة لحل الميليشيات وذلك على خلفية دورها في تهديد امن المنطقة خاصة خلال الحرب الإسرائيلية على كل من غزة ولبنان لكن قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي أعلن الأسبوع الماضي رفض هذه الضغوط بشكل قاطع.
وتتناغم مواقف بعض المسؤولين في الحكومة العراقية مع الموقف الإيراني الداعي لتحصين الحشد واعتباره صمام أمان في مواجهة ما تقول طهران وحلفاؤها، خطر عودة تنظيم الدولة الإسلامية خاصة بالتزامن مع الاحداث التي تشهدها سوريا منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
لكن في المقابل تواجه بغداد ضغوطا هائلة لتفكيك الفصائل المسلحة خاصة من واشنطن على وقع تراجع النفوذ الإيراني والتغييرات الجيوسياسية الهامة التي تمر بها المنطقة فيما أكدت إدارة ترامب مرارا أنها ستواجه أذرع طهران إضافة لملفها النووي.
ولعب الحشد الشعبي الذي تشكل كائتلاف للمليشيات الشيعية المسلحة بناء على فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في 13 يونيو/حزيران عام 2014 موجبا إياها على العراقيين التصدي ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد سيطرته على عدد من المناطق في غرب وشمال العراق، دورا كبيرا في مواجهة التنظيم المتطرف إلى أن أعلن في 2017 رئيس الوزراء العراقي حينها حيدر العبادي القضاء على التنظيم.
لكن الحشد تعاظمت قوته ونفوذه على الساحة العراقية وأصبح هيكلا مرادفا في قوته للجيش العراقي النظامي بينما شاركت عدد من فصائله في شن هجمات بالمسيرات على إسرائيل وهو ما يثير قلق القوى الغربية خاصة واشنطن.
وأمام الضغوط الخارجية سعى وزير الخارجية العراقي للحديث عن التزام بلاده بأمن المنطقة قائلا “أن علاقات العراق مع الدول الغربية قوية، وان العراق لديه علاقات تاريخية مع بريطانيا والاتفاقية الأخيرة معها تتضمن كل الجوانب وتعزز العلاقة”.
لكن تصريحات الوزير العراقية تتجاهل دول الميليشيات في شن هجمات صاروخية على القواعد الاميركية خلال فترة تولي السوداني للسلطة وهو تصعيد لن تقبل به الادارة الاميركية الحالية.
ومع تصاعد الضغوط الأميركية سعى الإطار التنسيقي لتخفيف التوتر بين واشنطن وبغداد حيث قال النائب عن الإطار علي نعمة في تصريح لموقع ” شفق نيوز” انه غير خائف من خطوات محتملة لترامب لفرض عقوبات على بغداد.
وشدد على البلدين لديهما علاقات جيدة على مختلف الأصعدة” مضيفا “نحن نسعى ونعمل على تعزيز تلك العلاقة خلال المرحلة المقبلة”.
وبرر عدم خوفه قائلا “ان الولايات المتحدة دولة مؤسسات ولديها سياسة ثابتة في التعامل مع الدول ومن ضمنها العراق، وتغير رئيس البلاد لا يعني تغير تلك السياسة واتخاذ قرارات عدائية تجاه الدولة الصديقة لواشنطن، ومن بينها العراق”.
وختم قائلا “الإطار التنسيقي لا تخوف لديه من ترامب، ولا يعتقد أن الرئيس الجمهوري سيفعل أي شيء تجاه العراق، بل على العكس سيقوم بتعزيز العلاقة خلال الفترة المقبلة”.
لكن النائب يتجاهل مواقف نواب جمهوريين دعوا إدارة الرئيس الحالي صراحة لمعاقبة بعض الشخصيات العراقية المتهمة بالولاء الكامل لإيران فيما تضم الإدارة مسؤولين مناهضين بشدة لنفوذ الإيراني في المنطقة.