لا يزال أحد الأسئلة المحورية حول فشل إسرائيل في 7 أكتوبر دون إجابة دقيقة، ورغم مرور 15 شهرا يظل السؤال المطروح “أين كانت أعتى قوة جوية في الشرق الأوسط خلال الساعات الأولى؟”.
ووفقا لما نقله موقع “والاه” العبري عن مصادر مطلعة على تفاصيل التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي، شهدت الساعات الأولى من 7 أكتوبر 2023، حجما غير اعتيادي من الاتصالات بين رئيس شعبة العمليات وكبار قادة سلاح الجو.
وأشار الموقع إلى أن مسؤولي العمليات نقلوا صورة الوضع كما عكستها الأنظمة والميدان، ابتداء من الساعة 6:30 صباحا، ما يعكس تواصلًا مستمرا وتنسيقا بين الجهات المعنية.
وفي المقابل، يروي مسؤولون في سلاح الجو الإسرائيلي رواية مختلفة، مؤكدين أنهم لم يكونوا شركاء في تقييم الوضع خلال ليلة 7 أكتوبر 2023.
وأوضحوا أن التوجيهات التي تلقوها كانت تكتيكية وتم تنفيذها بالكامل، دون أي معلومات عن هجوم واسع النطاق من قبل حركة “حماس” نحو غلاف غزة.
وأكد مسؤولو سلاح الجو أنه “بعد الساعة 6:29 صباحا، جرت اتصالات عديدة، لكنهم نفذوا جميع التوجيهات التي تلقوها، مشيرين إلى أنهم لم يكونوا على دراية كاملة بصورة الوضع، وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على فرقة غزة وقيادة الجنوب وهيئة الأركان العامة، التي لم تكن تملك رؤية شاملة للأحداث في تلك اللحظات الحرجة”.
ونفذت حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023، هجوما مفاجئا واسع النطاق على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، مما أدى إلى اختراق غير مسبوق للحدود، وسيطرة مقاتليها على عدة مواقع عسكرية ومدنية، إلى جانب وقوع خسائر كبيرة وأسر عدد من الجنود والمستوطنين.
واعتُبر الهجوم أحد أكبر الإخفاقات الأمنية والعسكرية في تاريخ إسرائيل، حيث كشفت التقارير لاحقا عن إخفاقات استخباراتية وتشغيلية كبيرة، أبرزها عدم قدرة الأجهزة الأمنية على التنبؤ بالهجوم أو التعامل معه في ساعاته الأولى بشكل فعال.
وفي ظل استمرار الجدل، تواصل لجان التحقيق الإسرائيلية، سواء داخل الجيش أو الكنيست، دراسة أوجه القصور التي أدت إلى هذه الثغرات الأمنية، وسط تصاعد الضغوط السياسية والشعبية لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق.