أفادت مصادر ،أن مدينة دير الزور تستعدا غدا الأحد لاستقبال أول طائرة تهبط بمطارها قادمة من مطار دمشق الدولي.
وستحمل الطائرة على متنها معدات لوجستية ضرورية لإعادة تأهيل المطار الذي خرج عن الخدمة كمطار مدني منذ العام 2012، حسب مصدرنا.
ويُعد هذا الحدث إشارة إلى بداية مرحلة جديدة من التعافي والنهوض بالمنطقة التي عانت لسنوات طويلة من الدمار والحصار.
وأفاد المصدر بأن فرق الخدمات الفنية في محافظة دير الزور، بالتعاون مع الدفاع المدني السوري ومنظمة “إيكلين” عملوا، اليوم السبت، على تنظيف جزء كبير من المطار والمدرج، لتهيئته لاستقبال الطائرة القادمة من مطار دمشق الدولي، في جهود تعكس التزام الجهات المعنية بإعادة إحياء هذا المرفق الحيوي الذي يعتبر شريان الحياة الأساسي للمنطقة الشرقية.
وكان مدير الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي، أكد في مؤتمر صحفي سابق من العام الجاري، أن مطار دير الزور سيعود قريبًا إلى العمل، مشيرًا إلى أن هناك خطة شاملة لإعادة تأهيل المطارات الداخلية في سوريا، بما يتيح تشغيل رحلات داخلية تربط بين المحافظات.
كما أعلن عن خطط لتشغيل رحلات دولية تربط دمشق بكل من بغداد وأربيل، مما يعزز التواصل الاقتصادي والسياسي مع الدول المجاورة.
ولم يكن مطار دير الزور الدولي مجرد مرفق مدني؛ بل كان أيضًا نقطة استراتيجية حيوية في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والموارد الطبيعية.
ومع اندلاع التطورات في سوريا عام 2011، تحول المطار إلى مركز عسكري واستراتيجي، حيث شهد معارك ضارية أدت إلى تدمير بنيته التحتية وتوقف خدماته المدنية بشكل كامل منذ العام 2012.
وفي مطلع كانون الأول /ديسمبر الماضي، تسلمت قوات سوريا الديمقراطية من النظام السابق والميليشيات الإيرانية 7 قرى بريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى مواقع استراتيجية في مدينة دير الزور ومنها المطار.
وفي 11 كانون الأول/ديسمبر 2024، أعلنت إدارة العمليات العسكرية، سيطرتها الكاملة على مدينة دير الزور بما في ذلك المطار العسكري، وذلك بعد انسحاب قوات النظام والميليشيات الإيرانية من المنطقة.
وتتزامن عودة مطار دير الزور إلى العمل مع استئناف الرحلات الجوية الدولية عبر مطار دمشق الدولي، الذي استقبل أولى الرحلات الدولية القادمة من العاصمة القطرية الدوحة في 7 كانون الثاني/يناير 2025.
وكان مطار دمشق قد توقف عن استقبال الرحلات الخارجية لنحو شهر، منذ سقوط نظام الأسد السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وتعتبر هذه الخطوة محطة هامة نحو تعزيز الانفتاح الاقتصادي والسياحي لسوريا، خاصة بعد سنوات من العزلة الدولية بسبب الانتهاكات التي مارسها النظام السابق.