تواجه مدينة حمص وضعاً خدمياً وإعمارياً صعباً يعيق عودة السكان إلى منازلهم ويؤثر سلباً على الحياة اليومية للأهالي المتبقين.
وتعاني المدينة من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والرعاية الصحية، بالإضافة إلى غياب أي خطوات جدية لإعادة الإعمار.
وقال الناشط محمود سليمان وأحد سكان المدينة لمنصة سوريا ٢٤: “إن التقديرات تشير إلى أن نسبة تدهور الخدمات في مدينة حمص تصل إلى 80%، حيث لا تزال أحياء رئيسية مثل الخالدية والقرابيص وباب الدريب تعاني من دمار كامل تقريباً”.
وأضاف: “حتى الآن لم تتجاوز نسبة العودة للسكان السابقين 10%، ومعظمهم من الذين لم يتضرر بيوتهم، في حين أن إعادة الإعمار تحتاج إلى دعم دولي كبير لتمكين النازحين من العودة إلى مدينتهم”.
ارتفاع أسعار الإيجارات واستغلال الوضع
وشهدت أسعار الإيجارات في المدينة ارتفاعاً غير مسبوق نتيجة زيادة الطلب على السكن، مع استغلال واضح من قبل أصحاب العقارات ومكاتب التأجير، ما دفع المواطنين إلى المطالبة برقابة صارمة على الأسعار لحماية المستأجرين من الاستغلال، بحسب محمد الشيخ أحد سكان المدينة.
واقع الاقتصاد والأسواق
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعاني الأسواق المحلية من ركود كبير بسبب ضعف القوة الشرائية لدى السكان، خاصة الموظفين الذين لا تكفي رواتبهم لتغطية الاحتياجات الأساسية.
وتتركز اهتمامات العائلات حالياً، حسب ما ذكر الشيخ لمنصة سوريا ٢٤، على توفير المواد الأساسية مثل الخبز والسكر، بينما تبقى الرفاهيات بعيدة عن أولوياتهم.
ضبط أسعار المواصلات
من جهة أخرى، تمكنت الجهات المعنية مؤخراً من ضبط أسعار أجور السيارات (التكاسي) مع وجود مراقبة مستمرة، في حين تختلف التعريفات بين خدمة المواصلات (الخطوط الداخلية والخارجية) مما يستدعي وضع سياسة واضحة ومستقرة لتنظيم هذه الخدمة بشكل نهائي.
إعادة الحياة إلى أحياء المدينة المدمرة
وتتضافر الجهود المحلية لخدمة المدينة، حيث زار محافظ حمص برفقة وفد من المسؤولين، الجمعة، حيي الخالدية وجورة الشياح داخل المدينة، بهدف الاطلاع على الأوضاع الميدانية في المناطق المدمرة ومناقشة التحديات التي تواجه السكان المتبقين.
وأكد المحافظ خلال الزيارة على أهمية دعم الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى هذه الأحياء التي شهدت دماراً شاملاً، معتبراً أن إعادة الإعمار تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية والدولية.
حملة “حمص بلدنا” دعوة للتكاتف
وقبل أيام، أطلقت محافظة حمص حملة تطوعية تحت عنوان “حمص بلدنا”، تضم الفعاليات المدنية والجهات الخدمية، بهدف إعادة الحياة إلى المدينة التي كانت تُعرف بـ”عاصمة الثورة”.
وتهدف الحملة إلى تعزيز روح التعاون والتكاتف بين الأهالي والمسؤولين وتوفير الدعم اللازم لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
وقال القائمون على الحملة في بيان رسمي: “حمص، عاصمة الثورة، ينبض بحبها قلب أبنائها، آن لها أن تعود جميلة بهية كما يحلم أبناؤها. نعلن عن إطلاق (حملة حمص بلدنا) لنقدم صورة من صور التكاتف والتعاون وتحمل المسؤوليات تجاه أهلنا الكرام، وندعو الجميع ليكونوا جزءاً من رحلة التعافي”.
عودة المهجرين إلى حي الوعر
وفي سياق متصل، شهد حي الوعر في مدينة حمص عودة جزء من المهجرين الذين كانوا يقطنون في مخيم زوغرة بريف جرابلس شمال سوريا، حيث عادت 34 عائلة إلى بيوتها وأهلها في الحي، بعد ثماني سنوات من التهجير والمعاناة، ومع ذلك، فإن نسبة العودة لا تزال ضئيلة مقارنة بعدد المهجرين الذين ينتظرون تحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية في المدينة.