أكدّت مصادر محلية استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق سكان الشريط الحدودي في محافظة القنيطرة، وسط تصعيد عسكري يفاقم معاناة المدنيين.
وصرّح ماهر طحان، رئيس بلدية قرية كودنة، أن قوات الاحتلال تواصل تجريف الأراضي الزراعية، حيث أنهت أعمال التجريف في منطقة المزرعة القريبة من القرية، مما أدى إلى اقتلاع مئات الأشجار المثمرة والحراجية، وهو ما أثر سلبًا على معيشة السكان المحليين.
من جهته، أوضح جهاد خليفة، رئيس بلدية قرية الحميدية، أن القوات الإسرائيلية تواصل تمركزها في القرية، فارضة حصارًا مشددًا على المدنيين، حيث يتم السماح بالدخول والخروج في أوقات محددة فقط، مما فاقم الأزمات المعيشية والخدمية، لا سيما في المياه والكهرباء.
وأشار خليفة إلى أن القوات الإسرائيلية أقامت حواجز عسكرية تعيق التنقل بين القرية ومدينة البعث، مما أدى إلى شلّ حركة المواطنين وتقييد وصولهم إلى الخدمات الأساسية.
اشتباك مسلح لأول مرة منذ التوغل الإسرائيلي
وفي تطور غير مسبوق، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن مسلحين أطلقوا النار على قواته في ريف القنيطرة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء توغلها داخل سوريا واحتلالها المنطقة العازلة عقب سقوط نظام الأسد، ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الحادثة بأنها غير عادية، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها القوات الإسرائيلية لإطلاق نار منذ بدء توغلها في المنطقة العازلة ومناطق جنوب سوريا.
وأفادت مصادر ميدانية أن الاشتباك وقع في بلدة طرنجة بريف القنيطرة الشمالي أثناء توغل قوة إسرائيلية في البلدة، حيث تدخلت مروحيات عسكرية إسرائيلية لتأمين انسحاب القوة المتوغلة، كما قامت بإلقاء قنابل مضيئة.
الأمم المتحدة تدعو لإنهاء الوجود العسكري الإسرائيلي في سوريا.
وفي سياق متصل، دعا جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أن وجودها العسكري يمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاقية 1974 بين سوريا وإسرائيل.
وأشار لاكروا إلى أن الوجود الإسرائيلي في المنطقة العازلة يعيق عمل بعثة الأمم المتحدة، رغم إصرار إسرائيل على أنه “مؤقت”، وقال لاكروا خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: إنّ “ما يمكننا فعله حاليًا هو الاستمرار في تذكير المسؤولين الإسرائيليين بأن وجودهم في المنطقة العازلة يمثل انتهاكًا واضحًا، ونتطلع إلى إنهاء هذا الوضع في أقرب وقت ممكن.”
يأتي هذا التصعيد بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث استغل الجيش الإسرائيلي حالة الفراغ السياسي والعسكري في سوريا لتكثيف ضرباته الجوية والعمليات العسكرية.
وخلال زيارته للمنطقة، أجرى لاكروا مباحثات مع المسؤولين السوريين حول مهمة الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الجانب السوري أبدى تجاوبًا إيجابيًا بشأن الدور الأممي في مراقبة الأوضاع على الأرض، رغم استمرار الخروقات الإسرائيلية في المنطقة.
يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز وجوده العسكري في القنيطرة والجولان، في ظل غياب أي حلول سياسية واضحة، بينما تؤكد الأمم المتحدة التزامها بمراقبة الوضع ومواصلة الضغط على إسرائيل لإنهاء انتهاكاتها، وسط مخاوف من تصعيد أكبر في الفترة المقبلة.