تشهد مدينة منبج شرقي حلب تصاعدًا في وتيرة التفجيرات، التي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بين المدنيين خلال الأسابيع الماضية، ما يثير مخاوف متزايدة حول الوضع الأمني في المدينة.
ضحايا بالعشرات جراء التفجيرات المستمرة
آخر التفجيرات التي شهدتها منبج، أمس السبت، أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 9 آخرين، وفقًا لما أعلنه الدفاع المدني السوري. كما شهدت المدينة في كانون الأول/ديسمبر الماضي انفجار سيارتين مفخختين، حيث أدى الأول إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين، فيما لم يسجل الانفجار الثاني أي خسائر بشرية.
ضعف المحاسبة يزيد من تدهور الوضع الأمني
اعتبر المسؤول المحلي عبد المنعم مصطفى أن غياب المحاسبة ساهم في تفاقم الأزمة الأمنية، موضحًا أن العديد من المتورطين في أنشطة مشبوهة باتوا جزءًا من المشهد العام في المدينة بعد احتجازهم لفترات قصيرة، قبل الإفراج عنهم مقابل غرامات مالية، مما جعل الأمر يبدو وكأنه مجرد مخالفة بسيطة.
كما وجه المصطفى انتقادات إلى الجهات الأمنية والقضائية، معتبرًا أن تركيز الشرطة العسكرية والمدنية والمحاكم في جرابلس والراعي كان منصبًا على تحصيل الغرامات المالية بدلًا من فرض إجراءات صارمة لضبط الأمن.
دعوات لتعزيز الأمن واتخاذ تدابير صارمة
أكد عبد المنعم مصطفى أن تحسين الوضع الأمني في منبج يتطلب إجراءات أكثر صرامة لمواجهة التهديدات المتزايدة، مشيرًا إلى أن غياب التدابير الفعالة ساهم في استمرار التفجيرات. وشدد على ضرورة تدريب عناصر أمنية جديدة قادرة على ضبط الأمن، إلى جانب تكثيف الدوريات لمراقبة الأوضاع عن كثب.
كما اعتبر أن تعزيز أنظمة المراقبة، من خلال إصلاح الكاميرات الأمنية ومراقبة السيارات المشبوهة والمسروقة، من شأنه أن يقلل من المخاطر الأمنية. وأضاف أن متابعة الأفراد المفرج عنهم أمنيًا أمر أساسي لضمان عدم تورطهم في أي أنشطة تهدد استقرار المدينة، مؤكدًا أن التراخي في اتخاذ هذه التدابير سيؤدي إلى مزيد من الفوضى والانفلات الأمني.
اتهامات بالمسؤولية عن التفجيرات
في السياق ذاته، رجّح الناشط محمد الأحمد أن تكون “قسد” قد قامت بزرع السيارات المفخخة قبل طردها من المدينة على يد فصائل الجيش الوطني، مستبعدًا أن تكون تلك السيارات قد اجتازت حواجز القوات الحكومية بعد تحرير المدينة، من جانبه، اتهم عبد المنعم مصطفى، عضو المجلس المحلي في منبج، عناصر سابقة في “قسد” بالضلوع في التفجيرات التي ضربت المدينة، مشيرًا إلى أن بعضهم لا يزال ينشط في الخفاء بعد السيطرة على المدينة.
وكانت فصائل المعارضة قد سيطرت على مدينة منبج في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وطردت مقاتلي “قسد” منها، بالتزامن مع العمليات العسكرية لغرفة ردع العدوان التي أدت إلى إسقاط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي