تستمر جهود المغرب لتعزيز قدراته العسكرية، وهذه المرة من خلال صفقة مع الصين لاقتناء طائرة مسيرة متطورة.
“العقرب ثنائي الذيل”، الطائرة المسيرة التي تُعرف بهذا الاسم، ستكلف المملكة حوالي 280 ألف دولار، وهو سعر مناسب مقارنة بأسعار الطائرات المشابهة. 1.5 طن من الذخيرة، الطائرة الصينية “تي بي 001” قادرة على حمل 1.5 طن من الذخيرة، مع قدرة على التحليق لمدة تصل إلى 40 ساعة ومدى طيران يبلغ 8000 كيلومتر.
في السياق، قال الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور الشرقاوي الروداني، مناقشاً عددًا من القضايا المرتبطة بالعلاقات المغربية – الإسبانية، والتعاون العسكري المغربي مع الصين، وأهمية التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.
وكانت الصحف الإسبانية أول من تناول موضوع الأسلحة الصينية، وهنا أشار الدكتور الروداني إلى أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا لطالما كانت مرتبطة بموازين القوى، نظرًا للمجالات الجيوسياسية والتحديات المشتركة بين البلدين.
وأوضح أن العقيدة العسكرية الإسبانية تتسم بنوع من الاستهتار فيما يتعلق بالأمن والاستقرار والموقع الجغرافي للمغرب، مشيرًا إلى أن العلاقات الدولية تعتمد على مراقبة دقيقة للجار، خاصة في الجوانب العسكرية، وهو أمر يندرج ضمن الاستراتيجيات الدفاعية لأي دولة.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري بين المغرب والصين، شدد الدكتور الروداني على أن المغرب، كدولة ذات سيادة، لديها محدداتها الإستراتيجية المرتبطة بالأمن القومي، ومن حقها اختيار مصادر تسليحه والتعامل مع مختلف الفاعلين في سوق الأسلحة.
وأشار إلى أن المغرب في حاجة إلى تعزيز تعاونه العسكري مع مجموعة من الدول، معتبرًا أن العلاقات المغربية – الصينية تقوم على تاريخ طويل من التعاون الدبلوماسي والاقتصادي، وقد اتخذت في الآونة الأخيرة بُعدًا أمنيًا جديدًا.
سلّط الدكتور الروداني الضوء على الميزات التي تقدمها الصين في المجال العسكري، موضحًا أن الأنظمة الصينية تتميز بالكفاءة والفعالية، إضافة إلى كونها أقل تكلفة مقارنة بالأنظمة الغربية.
كما أشار إلى أن الصين تبدي مرونة كبيرة في التعاون العسكري، خصوصًا أن المغرب دخل بالفعل في مرحلة التصنيع العسكري، الأمر الذي يجعل الشركات الصينية منفتحة على الشراكة مع الرباط في هذا الإطار.
وأكد أن هذا التعاون يأتي في سياق حرص المغرب على تطوير قدراته الدفاعية وتعزيز سيادته العسكرية، بما يتماشى مع متطلباته الأمنية وإستراتيجياته المستقبلية.