حصل اللاجئ السوري لؤي بركات على إذن من السلطات الفرنسية بزيارة بلاده لمدة 18 يوماً، دون أن تؤثر هذه الزيارة على حقه في اللجوء على الأراضي الفرنسية.
وقال بركات إن الإذن جاء عقب تواصله مع وزارة الداخلية الفرنسية وإبدائه الرغبة في زيارة بلاده، كونه صحفيًا يعمل لصالح جريدة “SIPA PRESS” المحلية بالقرب من مدينة مرسيليا الساحلية جنوب فرنسا.
وأشار إلى أن وزارة الداخلية الفرنسية طلبت منه عددًا من الوثائق الثبوتية، من بينها بطاقة العضوية في نقابة الصحافة الفرنسية، إضافة إلى عدد من الأوراق الرسمية الأخرى.
وافقت المحافظة على منح بركات وثيقة ذهاب وعودة خاصة، صادرة عن المكتب الوطني لشؤون الأجانب، بعد أسبوع من تقدمه بطلب للمحافظة، فيما تحفظّت على بطاقتي الإقامة ووثيقة السفر لـ “بركات”، محددةً مدة الزيارة بشهرين.
يأتي منح بركات إذنًا خاصًا بزيارة سوريا دون إسقاط حق اللجوء عنه، بالتزامن مع تصريحات نقلتها صحيفة “لوموند” الفرنسية عن المدير العام للأجانب في فرنسا، إيريك جالون، خلال مؤتمر صحفي حول أرقام الهجرة السنوية، حيث قال إنه أصدر “توجيهات إلى المحافظات تطلب منها فحص عدد معين من الأسباب” التي تبرر مسألة السفر بموجب القانون، ولكن لفترات قصيرة ولأسباب إنسانية بحتة.
وأكد إيريك جالون أن هذه الظاهرة “موجودة بشكل هامشي للغاية”، دون أن يتمكن من تقديم تقدير دقيق لها، فيما أوضح مدير المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية، جوليان بوشيه، أن المحافظات مختصة في هذا الأمر، مشيرًا إلى أن “العودة الاستكشافية”، في سياق غير مؤكد من الانتقال السياسي، مثل الوضع الذي تعيشه سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، يمكن قبولها في ظل ظروف معينة.
وكانت مجموعة من أربعة عشر لاجئًا سوريًا، من بينهم مدرس، وخبير كمبيوتر، وصحفي، ومحامٍ، وربة منزل، قد تقدموا برسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية، طالبوا خلالها بضمانة تمكنهم من السفر إلى سوريا “دون خطر إلغاء” الحماية التي يتمتعون بها في فرنسا.
وفي وقت سابق، صرح المبعوث الفرنسي إلى سوريا، جان فرانسوا جيوم، خلال لقائه مع عدد من ممثلي منظمات المجتمع المحلي في العاصمة دمشق، بأن بلاده تعمل على إيجاد حلول تتيح للسوريين المقيمين في فرنسا زيارة سوريا دون فقدان وضعهم كلاجئين.
وأكد “جيوم” أن بلاده ستظل حاضرة خلال المرحلة الانتقالية في سوريا، دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، مشددًا على أن الوجود الفرنسي سيكون “كأصدقاء فقط”.
من حيث المبدأ، لا يجوز للاجئ العودة إلى وطنه، حتى لا يتعرض لخطر سحب وضعه، إذ تنص اتفاقية جنيف للاجئين على أن الحماية تتوقف إذا “لجأ الشخص طوعًا مرة أخرى إلى حماية البلد الذي يحمل جنسيته”.
يأتي الحديث عن ما سُمي في الأوساط الأوروبية بـ”الزيارة الاستكشافية” بعد تمكن فصائل المعارضة السورية من إسقاط نظام الأسد البائد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتولي الرئيس أحمد الشرع رئاسة البلاد في كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد حصوله على توافق الفصائل العسكرية ضمن مؤتمر “النصر”.