افتُتح مركز صحي متخصص لعلاج سوء التغذية في مدينة حارم غرب إدلب، مما يخفف معاناة الأسر التي تعيش في ظروف إنسانية صعبة. السيدة هدى محمد، البالغة من العمر 35 عامًا، تعبر عن ارتياحها لعدم اضطرارها للذهاب إلى مدينة سرمدا لمتابعة حالة طفلها علي، المصاب بسوء تغذية شديد. ومن الآن فصاعدًا، سيتمكن علي من تلقي الرعاية اللازمة محليًا.
تقول هدى: “سيوفر علينا المركز مشقة وتكاليف الذهاب إلى المراكز البعيدة”. المركز الجديد يوفر للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد فرصة تلقي العلاج في بيئة آمنة، مع إمكانية بقاء الأم مع طفلها عند الضرورة.
افتقار المنطقة لمركز طبي متخصص في علاج سوء التغذية دفع خمس فرق وجمعيات خيرية، بدعم من منظمة “حراس الطفولة”، لافتتاح المركز. يتمركز المركز ضمن حرم مستشفى حارم العام، مما يسهل الوصول إليه من مختلف أنحاء الريف الغربي.
أحمد الأحمد، مدير جمعية الإغاثة والتنمية، يؤكد أهمية المركز، موضحًا أنه جُهِّز بعيادات للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، ويستهدف خدمة نحو 600 مراجع شهريًا. كما يحتوي المركز على جناح خاص لأطفال سوء التغذية، مما يتيح للأمهات البقاء مع أطفالهن في حال استدعت الحاجة.
المركز يقدم خدمات مسح سوء التغذية بشكل مجاني، مما يجعله الأول من نوعه في حارم. يمثل افتتاحه خطوة مهمة في مواجهة تفاقم الأزمة الإنسانية في الشمال السوري، حيث تزداد حالات سوء التغذية بين الأطفال.
ومع زيادة الطلب على خدمات المركز، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرته على تلبية احتياجات المجتمع، وما إذا كانت هناك خطط لإنشاء مراكز مماثلة في مناطق أخرى لدعم أكبر عدد ممكن من الأطفال المتضررين.
