رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

مصرع طفلة بعد سقوطها في بالوعة

شارك

 

اهتزت مدينة بركان شرق المغرب ليل الخميس على وقع مأساة إنسانية، بعد أن ابتلعت بالوعة لتصريف مياه الأمطار طفلة كانت بصدد العودة من المدرسة برفقة والدها، في حادث أعاد إلى الأذهان مأساة الطفل ريان الذي سقط في بئر يزيد عمقها عن 30 مترا، وظل عالقا فيها لأكثر من 100 ساعة، في قرية “إغران” ضواحي مدينة شفشاون، شمالي البلاد، في فبراير/شباط 2022.

 

وعاشت مدينة بركان مساء الخميس، لحظات عصيبة إثر سقوط الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات في بالوعة لتصريف المياه بأحد الشوارع المدينة التي تخضع للتأهيل، بعدما جرفتها مياه السيول. وبينما تم تمكن شبان كانوا متواجدين بالشارع لحظة وقوع الحادث المأساوي من إنقاذ الأب، الذي كان عائدا بابنته من دروس الدعم التربوي، جرفت المياه الطفلة بعد سقوطها في البالوعة إلى مجرى مائي متصل بوادي شراعة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

 

ولما يقارب سبع ساعات، حبس المغاربة أنفاسهم ترقبا لنجاح جهود حثيثة لإنقاذ الطفلة التي جرفتها مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة بركان الخميس. فيما قضت فرق الدفاع المدني والسلطات المحلية ومتطوعون وقوات الأمن ليلة بيضاء في سباق مع الزمن لإنقاذها قبل أن يتم الإعلان في الساعات الأولى من صباح الجمعة، عن عثور عناصر الحماية المدنية العثور على جثتها بوادي شراعة ضواحي بركان.

 

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، فإن أصابع الإتهام تتجه إلى أشغال إعادة تهيئة المدينة التي تسببت في وجود عدد من البالوعات المفتوحة في الشوارع، مما أدى إلى تدفق المياه بشكل كبير وسريع، وجعل من الصعب على الطفلة ووالدها الخروج من المجرى بمفردهما. وخلف الحادث المأسوي حالة من الحزن والآسى والغضب في البلاد وفي مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ارتفعت العديد من الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن مصرع الطفلة.

 

ووصف رئيس “منتدى الطفولة’ ( غير حكومي) عبد العالي الرامي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، ما وقع في مدينة بركان بأنه”حادث مؤسف جدا يتطلب توفير الظروف الجيدة في البنية التحتية لحماية الطفولة وضمان عيشها في جو من الاستقرار النفسي والاجتماعي”.

 

وطالب الناشط الحقوقي بفتح تحقيق وتحديد أي تقصير محتمل في الفاجعة، وقال:” لا نريد أن نفقد أطفالا آخرين، لذا يتعين مراقبة المجاري، مع الضرب بيد من حديد على كل العصابات التي تسرق أغطية البالوعات، وتهدد بذلك التصرف حياة المارة وكل مستعملي الطرقات بصفة عامة”. ويأتي الحادث في وقت عرفت فيه المملكة أمس الخميس، هطول أمطار رعدية وثلوج في عدد من المناطق.

 

وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية ( حكومية) ڨد استبقت ذلك بإصدار نشرة إنذارية محينة من مستوى يقظة برتقالي ، توقعت فيها تساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1600م يتراوح سمكها ما بين 05 و15 سنتمرا، تهم عمالات وأقاليم الحوز وأزيلال وميدلت وتنغير وبني ملال وورزازات وتارودانت وإفران وبولمان.

 

كما توقعت تسجيل زخات مطرية رعدية قوية مصحوبة بالبر د تتراوح مقاييسها ما بين 30 و50 ملمترا، الخميس من العاشرة صباحا إلى الرابعة بعد الزوال، بكل من مدن فاس ومولاي يعقوب وتاونات. بالإضافة إلى شفشاون والحسيمة ووجدة-أنجاد وتاوريرت وجرسيف وبركان والدريوش والناظور وجرادة وبولمان.

 

مقالات ذات صلة