سلطت صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها على العلاقات التي تربط دولة الإمارات بدول إفريقيا وما تقوم به من دور إيجابي من أجل مساعدة هذه الدول على تجاوز الكثير من الصعاب التي تمر بها من خلال العديد من المبادرات على الصعد كافة وذلك من أجل ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
كما وتحدثت عمّا يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من سلوكيات مستفزة دافعاً بلاده إلى الوقوع في حالة عداء مع العديد من دول العالم، وأكدت أن تركيا تعيش متاعب داخلية وخارجية في عهده نتيجة استهزائه بالقانون الدولي.
وعنونت صحيفة الاتحاد اولى مقالاتها ب “شركاء السلام والتنمية” وقالت: إن الإمارات ترى في القارة السمراء شريكاً فاعلاً، في التنمية والسلام، وتعطي القيادة الحكيمة أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع دولها على أسس من الاحترام المتبادل والثقة، وتعمل على استمرار نموها عبر دعم غير محدود تقدمه للمشاريع الإنسانية ومشاريع البنية التحتية وبرامج التنمية، حرصاً على مصالح شعوبها في التنمية والاستقرار.
وشددت على أن التعاون «الإماراتي – الإفريقي»، امتداد لعلاقات تاريخية وشراكة مستمرة، أرسى دعائمها -منذ عقود- الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبموجبها وضعت الإمارات في صدارة أجندة سياستها الخارجية، العملَ على تطوير العلاقات مع البلدان الإفريقية والمساهمة في تنمية اقتصاداتها، بإيجاد شراكات اقتصادية لتبادل المصالح وتحقيق الأهداف المشتركة.
وبيّنت الصحيفة أن الإمارات من خلال علاقاتها الوطيدة مع الدول الإفريقية، والمجتمع الدولي، تسعى إلى ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتتطلع إلى دور الدول الصديقة والشقيقة المهم في تعزيز الحلول السلمية للأزمات التي تشهدها المنطقة، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من خلال تعزير التفاهم والتعاون وتوسيع آفاقه في مجالات مهمة تخدم الشعوب، كالتعليم، وتطوير المشاريع، والجوانب الإنسانية.
فيما حملت أولى مقالات صحيفة الخليج عنوان “الإمارات وإفريقيا” وقالت فيه: إن الإمارات استقبلت هذا الأسبوع الرئيس الموريتاني وبعده الرئيس السنغالي، وقبلهما عدداً من القادة والزعماء الأفارقة، لبحث فرص تعزيز التعاون بين الإمارات ودول القارة ..مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد أشهر قليلة من استضافة الإمارات لمحافل التنمية بإفريقيا في إطار استراتيجيتها الداعمة للتنمية المستدامة والأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وتابعت بالقول أن أهمية تزايد الدور الإماراتي في إفريقيا لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فحسب، رغم فائدتها لدول إفريقيا التي تحتاج إلى الدعم والتعاون مع الخارج تجارياً واستثمارياً، وإنما تصب في جهد مواز لمكافحة مشاكل القارة السمراء.
وبينت الصحيفة أنه لا يتسع المجال هنا لسرد مبادرات الإمارات لمساعدة دول إفريقيا، وغيرها من دول العالم الأخرى، في مواجهة الأوبئة والأمراض وتوفير مياه الشرب للسكان المحرومين منها وكذلك برامج مكافحة الأمراض المدارية والأوبئة المرتبطة بالبيئات الفقيرة.
وتابعت بالقول أن هناك خطر الآن يواجه القارة الإفريقية يمثل تحدياً للأمن والسلم، ليس فيها وفي المنطقة فحسب بل في العالم كله، وهو تصاعد الإرهاب المرتبط بتنظيمات وجماعات كالقاعدة وداعش، موضحة أنه إذا كانت الدول الإفريقية بحاجة لدعم عسكري، تقوده الآن فرنسا في منطقة الساحل والولايات المتحدة في وسط إفريقيا، فإن دول القارة بحاجة أيضاً لأشكال الدعم الاقتصادي والإنساني بشكل عام.
ونوهت إلى أنه ربما لم ينتبه العالم بعد لضرورة تشكيل تحالف موسع لمواجهة الإرهاب في إفريقيا، لكن من يريد أن يبادر بالمساعدة لا ينتظر ذلك ..لا فتة الى انه ليست المساعدة بالضرورة عسكرية، على أهميتها، وإنما كل أشكال الدعم التي يمكن أن يوفرها من يمكنه المساعدة على مواجهة خطر الإرهاب، فالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة البشر وتمكين الدول من الاستفادة من مواردها لصالح مواطنيها كلها عوامل تقلل من فرص انتشار الإرهاب والفكر المتطرف أياً كان مصدره وأيديولوجيته.
وأشارت إلى أن دور الإمارات في دعم الدول والشعوب ليس جديداً، ولطالما كان نصيب الدول الإفريقية منه واضحاً منذ عقود في سياق استراتيجيتها لضمان استقرار ورفاهية الشعوب القريبة والبعيدة لما لذلك من انعكاس إيجابي على مصالحها على المدى الطويل، إلا أن الأمر الآن يتطلب تعزيز هذا الدعم وتقديم كل ما يمكن من مساعدة لدحر خطر الإرهاب والتطرف على كل الصعد.
واختتمت الصحيفة مقالتها بالقول: “لعل النموذج الإماراتي في التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأجناس والأعراق والأديان يعد مثلاً لدول القارة لمكافحة الفكر وليس فقط مواجهة المسلحين عسكرياً وتحسين الأوضاع الاقتصادية. فأي جهد عسكري يحتاج إلى دعم شعبي وأفضل السبل لتوفير هذا الدعم وحرمان الإرهاب من منابعه هي دعم الدول التي يهددها الخطر اقتصادياً وثقافياً”.
وتحت عنوان “أردوغان.. رهان خاسر” أشارت صحيفة البيان إلى إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتمادى في سلوكياته وخطاباته المستفزة، دافعاً بلاده إلى الوقوع في حالة عداء مع العديد من دول العالم، فالسياسة الخارجية التركية مصممة في هذه المرحلة على إثارة المشكلات في قضايا وأزمات دولية وإقليمية شائكة من خلال محاولتها إعادة إنتاج الإمبراطورية العثمانية البائدة على حساب المنطقة العربية وشعوبها، والتدخل العنيف في الشؤون الداخلية لدول الجوار ودعم التيارات المتطرّفة في سوريا وليبيا، وتهديد سيادة الدول، لكن جميع الدول ضده حتى أقرب حلفائه نصحوه بالتراجع عن مخططاته، والانتباه إلى أنها مجازفة ومغامرة ليست لها حدود.
وأضافت أن لعل إعلان أردوغان شخصياً عن عدوان جديد على الجيش السوري، يكاد ينقل المواجهة إلى معركة رسمية بين الدولتين الجارتين، الرئيس التركي الذي يجمع حوله المتطرّفين، ويقوم باستخدامهم لتحقيق مآربه الشخصية والحزبية على حساب مصلحة تركيا يجلب الكراهية إلى بلاده، بتصرفاته المثيرة للجدل التي لا تخفي الرغبة في الهيمنة.
وأشارت إلى إن أردوغان لا يختلف عن الزعماء الذين جلبوا العداء العالمي لبلدانهم ووتّروا العلاقات الدولية، فهو مسؤول عمّا سيحصل على بلاده من فتور وعزلة عالمية وخسارة تحالفات دولية، وفي حال أصر على تنفيذ مخططاته المفضوحة سيقابله الردع الداخلي والخارجي الذي يلجم طموحاته التوسعية.
وفي ختام الصحيفة لمقالتها قالت: إن تركيا تعيش متاعب داخلية وخارجية في عهد أردوغان نتيجة استهزائه بالقانون الدولي، ومحاولة استخدامه الهندسة الديموغرافية كأداة سياسية لتنفيذ سياساته في المنطقة وتذكية الأحقاد، والحل العودة إلى صوابها وتصحيح الوضع.