تصريحات رئيس حركة حماس في غزة تثير استهجان المواقف المصرية
أثارت تصريحات خليل الحيّة، رئيس حركة حماس في غزة، الأخيرة التي انتقد فيها الدور المصري في الحرب على القطاع، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في مصر. حيث دعا الحيّة إلى “الزحف نحو فلسطين برا وبحرا، وحصار السفارات”، ووجه حديثًا للمصريين قائلاً: “يا أهل مصر وقادتها، كيف تسمحون بموت إخوانكم على حدودكم؟”.
اعتبر دبلوماسيون ومحللون مصريون أن هذه التصريحات تعتبر استفزازًا مرفوضًا ومزايدة سياسية واضحة، خاصة مع الدور المصري البارز في الوساطة من أجل وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والتخفيف من معاناة المدنيين في غزة. أشاروا إلى أن القاهرة لا تزال تلعب دورًا محورياً في الجهود الإنسانية والسياسية، رغم التوترات الأخيرة.
وفي وقت تشهد فيه غزة كارثية إنسانية مع استمرار العمليات العسكرية وتعثر المفاوضات لوقف التصعيد، رأى مراقبون أن تصريحات الحيّة تعكس حالة من التوتر والتخبط داخل قيادة حماس، وسط حالة تململ شعبية من الحركة في القطاع. هذه التصريحات جاءت في سياق محلي وإقليمي متوتر، وتحدثت عن حالة من التهجئات السياسية، التي كانت من الممكن أن تعيق جهود التهدئة وإدخال المساعدات.
ردود الفعل المصرية وتحليل الموقف
قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن ما قام به الحيّة يأتي ضمن حملة ممنهجة تديرها جماعة الإخوان المسلمين على مستوى العالم بهدف الإساءة لمصر وتشويش جهودها السياسية والإنسانية. وأشار إلى أن تصريحات الحيّة تمثل نموذجًا واضحًا للمزايدات السياسية التي تُوجه ضد الدولة المصرية، والتي لا تقدم دعمًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية، بل تساهم في خدمة الرواية الإسرائيلية. وأضاف أن تعنت حماس هو أحد أسباب استمرار الحرب، وأن تصريحات قادة الحركة تهدف إلى تبرير إخفاقاتها، مع أن مصر ستواصل مسؤولياتها لتحقيق السلام استنادًا إلى مصالح الشعب الفلسطيني ككل، وليس فصيلًا واحدًا فقط.
وفي ذات السياق، أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن موقف مصر ثابت وواضح بشأن دعم الفلسطينيين، وأن الدور المصري يظل شريفًا ومخلصًا، مؤكدًا على أن مصر لا تتردد في الاستمرار في إدخال المساعدات وفتح معبر رفح، مشددًا على أن مصر لن تتجاهل مسؤولياتها تجاه غزة، وشدد على أن معبر رفح بكل مكوناته يجب أن يبقى مفتوحًا.
مواقف مصر الرسمية وردود الأفعال على تصريحات حماس
اعتبر الخبير المصري في العلاقات الدولية، أيمن سمير، أن تصريحات الحيّة تتناقض مع الواقع، خاصة أن مصر منذ البداية تقوم بدور محوري في الوساطة وإدخال المساعدات، وتتصدى لمشروع التهجير رغم كل الضغوط. وأكد أن مصر لا تنتظر توجيهات من حماس أو غيرها، وأن دعمها لغزة ثابت ومتواصل، وأن تصريحات قادة الحركة لا تعكس الحقيقة على أرض الواقع. من جانبه، أعرب عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري عن أسفه لعدم صدور حماس لبيان يرفض فيه حصار السفارات المصرية، وذكر أن مصر لم تتخل عن دعم غزة، وأن جهودها تكللت في المساعدة المتواصلة وتقديم المساعدات.
