توجه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى إسرائيل وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تظهر زيارته بوصفها محطة مهمة لاختبار سياسة الولايات المتحدة في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية، مع محاولة لإعادة ضبط التوازن بين الشأن الإنساني والتوازنات الجيوسياسية المعقدة على الساحة. تأتي الزيارة في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، وتضع واشنطن أمام مسؤولية مضاعفة، مما يثير تساؤلات حول نواياها ومدى قدرتها على التأثير في القرارات الإقليمية والدولية.
توقيت الزيارة وأهميتها السياسية
وصل ويتكوف إلى تل أبيب مع تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وتعثر مسارات التهدئة، وتعد زيارته الأولى منذ إعادة انتخاب ترامب، ما يعكس تحولا في الإدراك الأمريكي تجاه ما يجري في القطاع. ويشير خبراء إلى أن زيادة التغطية الإعلامية الغربية لحجم الكارثة أعطت زخمًا جديدًا لموقف واشنطن، إذ يصفها البعض بأنها «غير مسبوقة» في سياق الاهتمام الأمريكي بقضية غزة.
توازنات السياسة الأمريكية في المنطقة
يأتي إرسال ويتكوف في إطار التطورات السياسية الأخيرة داخل الإدارة الأمريكية، حيث بات ترامب أكثر انخراطًا في الملفات الدولية الحساسة، خاصة بعد لقائه مع مسؤولين أوروبيين وتطرق الحديث فيه إلى ملفات التجارة وملفات دولية أخرى، منها غزة وأوكرانيا. ويرى محللون أن ترامب يسعى عبر هذه الخطوة إلى ترسيخ صورة نفسه كصانع سلام، خاصة بعد تصريحه الأخير بأن بإمكانه إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال فترة قصيرة، ما دفعه لتكليف ويتكوف بمهمة في إسرائيل تأكيدًا على أهمية الملف الفلسطيني والأمني في سياسته الدولية.
الجدل داخل البيت الأبيض والعلاقات مع إسرائيل
تتصاعد الأصوات داخل الإدارات الأمريكية حول كيفية التعامل مع إسرائيل، مع وجود من يطالب بفرض عقوبات أو قطع المساعدات العسكرية، لكن خبراء يحذرون أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تقوية نفوذ إيران، مشددين على أن دعم واشنطن الحالي لإسرائيل يجب أن يكون مبنيًا على ضغط سياسي لا على إجراءات قد تفاقم التوترات. وفي سياق ذلك، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أزمات داخلية، حيث تتراجع شعبيته وتزداد معارضة سياساته، خاصة مع تدهور الحالة الإنسانية في غزة، الأمر الذي يضعه في موقف مأزق داخلي وخارجي.
محاكاة وضع غزة وتداعيات السياسات الحالية
يحذر محللون من أن استمرار الوضع الحالي في غزة، حيث الدمار والمجاعة، يمكن أن يؤدي إلى تفريخ أجيال من المتطرفين، مما يهدد استقرار المنطقة والمصالح الأمريكية. وتؤكد التحليلات ضرورة أن تتضمن المقاربة الأمريكية الجديدة فتح أبواب المساعدات الإنسانية والبحث عن مسار سياسي يوازن بين مقاومة حماس، وعدم معاقبة الشعب الفلسطيني بشكل جماعي، مع العمل على تقليل حدة التطرف والعزلة الإنسانية.







