إعادة هيكلة وتطوير جهاز المخابرات الإسرائيلي بعد الهجوم الكبير
تعمل وكالة المخابرات العسكرية الإسرائيلية على إجراء مراجعة شاملة لسياساتها وأجهزتها بعد الهجوم الذي شنه مسلحون من حماس في 7 أكتوبر. وشهدت المؤسسة تغييرات واسعة تهدف إلى تعزيز قدرتها على فهم العدو بشكل أفضل والتصدي لتهديداته بشكل أكثر فاعلية.
إعادة إحياء برامج اللغة والتكوين الثقافي
يتم الآن إعادة تنشيط برامج كانت قد أُوقفت سابقًا، مثل برنامج تدريب الطلاب في المدارس الثانوية على اللغة العربية، بهدف تمكين الجيل القادم من المخابرات من فهم اللهجات والثقافات العربية بشكل أدق. كما يُشدد على تدريب جميع الجنود باللغة العربية لزيادة التواصل والفهم. وتُركز خطة جديدة على تقليل الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز جمع المعلومات عبر عناصر بشرية مدربة تدريبا عميقا، خاصة من ذوي المعرفة الواسعة باللهجات والعقائد المتطرفة، بهدف بناء دائرة من العملاء والجواسيس داخل المناطق المستهدفة.
تغيير في استراتيجيات جمع المعلومات وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا
تُوجه جهود الوكالة نحو تعزيز العمل البشري، من خلال زرع عملاء سريين وتطوير وحدات تحقيق متخصصة، بدلًا من الاعتماد السابق على الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة. يرافق ذلك تحسين قدرات التحليل من خلال فهم أوسع للعقائد المتطرفة والخطاب الديني، والتوقع بشكل أفضل لخطوات العدو المحتملة، خاصة في المناطق القريبة من غزة والمدن المدنية.
الفهم الأعمق للأيديولوجية والعقيدة الفلسطينية
أشار مسؤولون إلى أن هناك فهمًا سابقًا محدودًا لأيديولوجية حماس وخططها، حيث كانت التوقعات تشير إلى أن تصرفات المقاومة هي مجرد أوهام. لكن مع تغير الأوضاع، بدأ الجيش الإسرائيلي يركز على فهم عميق للعقائد الدينية والثقافية لضمان الاستعداد بشكل أدق لمواجهاتها، مع التركيز على قراءة الخطاب الإعلامي واللغوي للحماس بشكل أكبر.
توجهات جديدة لتحسين الكفاءة الأمنية
تحول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى موازنة بين جمع المعلومات البشرية والتحليل الثقافي، مع إلغاء الاعتماد كثيفًا على التكنولوجيا الحديثة وتعزيز الانتشار البشري داخل الميدان. يهدف ذلك إلى بناء شبكة عمليات داخلية أكثر مرونة ومرتبطة بفهم أوسع للبيئة الاجتماعية والسياسية، وليس فقط الاعتماد على الرصد الإلكتروني.
تأكيد على أهمية الدراسات الإنسانية في العمل الاستخباراتي
أكد خبراء أن المعرفة العميقة بأساليب الحياة والأدب والتاريخ العربي ضرورية لفهم نوايا القادة وتصرفاتهم، وأن قدرة إسرائيل على حل الألغاز الأمنية تتطلب التزامًا أكبر بالعلوم الإنسانية، وليس فقط التكنولوجية. ويؤكدون أن نجاح الاستراتيجيات لن يتحقق إلا من خلال بناء ثقافة داخلية تتنفس وتفكر مثل العدو، مما يتطلب جهدًا طويل الأمد ومتواصل.
مستقبل جهاز الأمن الإسرائيلي بعد الهجوم
بداية من إعادة إحياء البرامج اللغوية والثقافية، وتطوير قدرات العمل البشري، وتوسيع قاعدة المعرفة المحلية، يتجه جهاز المخابرات ليكون أكثر مرونة ووعيًا، مع تفادي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا وتقوية قدرات التحليل الثقافي والأدبي. كما يسعى إلى بناء شبكة من العملاء في الميدان تكتسب فهمًا عميقًا للهجمات والتوجهات المحتملة، للتصدي لمخاطر مستقبلية بشكل أكثر كفاءة وفاعلية.







