عاجل | لماذا يفتك الجوع في غزة بالأطفال أكثر من الكبار؟

تظهر صور أطفال غزة وهم يعانون من الجوع، بأجساد هزيلة وبطون منتفخة، وهم بين أحضان بالغين يظهرون بمظهر صحي، مما يثير تساؤلات حول أسباب تأثر الأطفال بالجوع بشكل أكبر من الكبار.

أكد أطباء أن الأطفال الصغار يمتلكون مخزونًا أقل من الطاقة، مما يجعل أجسامهم أضعف وتتدهور بسرعة أكبر عند نقص الطعام، مشيرين إلى أن الجوع يهدد حياتهم بسرعة تفوق البالغين. ويقول أستاذ التغذية الدولية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إن الأطفال يمكن أن يموتوا خلال أسبوعين من نقص الطعام، بينما يستطيع البالغون البقاء على قيد الحياة لفترة أطول تتراوح بين 40 و70 يومًا، نظراً لاختلاف احتياجاتهم وكتلتهم الجسمانية.

تأثير الجوع على الأطفال مقارنة بالكبار

يتم الاعتماد على مخزون السكر في الكبد خلال الساعات الأولى من بداية نقص الطعام، وبعد نفاد هذا المخزون، يبدأ الجسم بحرق الدهون للحصول على الطاقة. وتختلف سرعة استهلاك هذه الاحتياطات بين الكبار والأطفال، حيث يحرق الأطفال الدهون بسرعة أكبر، ولهذا فإن أجسامهم تتدهور بشكل أسرع. كما أن أدمغة وقلوب الأطفال في مرحلة النمو، فتحتاج إلى مزيد من الطاقة بشكل دوري. وعندما ينفذ المخزون من الدهون، يبدأ الجسم في تكسير العضلات والأنسجة الحيوية، مما يؤدي إلى ضعف الأعضاء وضمور الأنسجة، خاصة أن الأطفال لديهم كتلة عضلية أقل، مما يسرع من تدهور أجسامهم.

تظهر علامات الهزال بشكل واضح على الأطفال، مع بروز العظام، وعيون غائرة، وجفاف الجلد وتشققه، وتساقط الشعر، وقد يتورم البطن أو القدمين نتيجة نقص البروتين الضروري. ويعيش أهالي غزة الآن هذه الحالة من سوء التغذية، مع استمرار نقص المساعدات وعدم كفايتها لمواجهة الأزمة الإنسانية. ويشير خبراء إلى أن آثار المجاعة قد تكون طويلة الأمد، وتؤثر بشكل كبير على نمو الدماغ ووظائف الأعضاء لدى الأطفال، بحيث تكون غير قابلة للشفاء في بعض الحالات.

مراحل تدهور حالة الجوع عند الأطفال

توصل الفحوصات إلى أن الأطفال يعانون من حالة متقدمة من سوء التغذية، يشعرون فيها ببرودة مستمرة، وتتوقف الغدد الدرقية عن العمل، مما يعطل قدرة الجسم على إنتاج الحرارة. ويصبح من الصعب عليهم الحركة، وتصبح المهام اليومية مرهقة ومتعبة، ويبدأون في رؤية هلاوس. وفي هذه المرحلة، تقل مقاومة الجسم، وتضعف المناعة، مما يعرضهم للأمراض والعدوى بسهولة. قد يتوفى الطفل نتيجة فشل القلب أو التهابات أو إصابات بسيطة، لأن جهازه المناعي ينهار تمامًا.

مخاطر نقص التغذية على الأطفال

وتوضح مستشارة الأمن الغذائي في الصليب الأحمر البريطاني أن المساعدات الحالية غير كافية لمواجهة حجم المعاناة، وأن هذه الأزمة قد تترك أثرًا دائمًا على صحة الأطفال المستقبليّة، بحيث تؤثر على نمو أدمغتهم ووظائف أجهزتهم الحيوية بشكل غير قابل للشفاء، مما يهدد مستقبل أجيال كاملة ويزيد من خطر تفشي الأمراض والتشوهات بسبب نقص التغذية.