وقع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في خطأ كبير كان من نتنياهو، حسبما ورد في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية. وأكدت الصحيفة أن ترامب هو الوحيد القادر على إجبار إسرائيل على توقيع اتفاق إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الأزمة القائمة. كانت وعود ويتكوف الكبيرة قد تلاشت بعد مرور ستة أشهر على توليه مهمة المبعوث الخاص لترامب في المنطقة.
ذكرت “هآرتس” أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة من خلال وضع شروط يعلم أن حماس سترفضها. بدأ ويتكوف مهمته بحماس وحيوية واضحة، واعتبر أن هناك صفقات عقارية يجب إنجازها، وهو ما تحقق في اتفاق يناير، لو لا جهوده. ولكن، عدم قدرته على السيطرة على التفاصيل الدقيقة، وجهله بأساليب الخداع التي يتبعها نتنياهو، بالإضافة إلى قلة خبرته بالمنطقة، أديا إلى سقوط محاولاته منذ البداية.
انهارت مخططات ويتكوف حول وقف إطلاق النار الجزئي وصفقات إطلاق سراح الرهائن. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود الأميركية المصرية القطرية لم تسفر إلا عن أزمة إنسانية في غزة، بينما فشلت مفاوضات إيران، ولم تتقدم المفاوضات مع الجبهة الروسية الأوكرانية أيضا.
اجتماع عائلات الرهائن
في اجتماعه مع عائلات الرهائن، أدلى ويتكوف بتصريح مفاجئ قال فيه إن حماس وافقت على التخلي عن السلاح. إلا أن حماس نفت هذا الكلام بسرعة، وأكدت أنها لن تتخلى عنه قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويبدو أن تصريحات ويتكوف كانت محاولة لرفع معنويات العائلات، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن الولايات المتحدة تخلت عن استراتيجيات التسويات التدريجية، وتريد إنهاء الحرب بشكل سريع.
كما أشار إلى أن الزيارة جاءت بهدف ترويج مبادرة إنسانية جديدة، وهو ما اعتبرته “هآرتس” مؤشرا على أن واشنطن قد تتولى مباشرة إدارة ملف المساعدات الإنسانية من خلال إبعاد وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش. وأكد ويتكوف لعائلات الرهائن أن نتنياهو يسعى لإنهاء الحرب، ولكن من الواضح أنه وقع في فخ، وسيدرك ذلك قريبا.
لوم على ترامب وتوقعات بحل الأزمة
ترى الصحيفة أن على ويتكوف أن يوجه اللوم لترامب، الذي أطلق جهود الهجرة الطوعية، وأثار رغبة اليمين المتطرف، الأمر الذي ضغط على نتنياهو بشكل غير مباشر. وأشارت إلى أن مفاتيح حل الأزمة بيد ترامب، الذي يجب أن يوضح الصورة لنتنياهو، ويأمل أن تفي قطر بوعودها وتنفيذ التزاماتها خلال الفترة المقبلة.







