حثت مجموعة من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، بمن فيهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، وجهات أمنية أخرى، الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ممارسة ضغط مباشر على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وأصدرت هذه المجموعة رسالة مفتوحة دعمت من خلالها مطالبة الطرف الأميركي بوقف العمليات العسكرية المستمرة في المنطقة.
تطرقت الرسالة إلى أن الرأي المهني يرسخ أن حركة حماس لم تعد تمثل تهديدًا استراتيجيًا كبيرًا لإسرائيل، داعية ترامب إلى توجيه الحكومة الإسرائيلية باتجاه اتخاذ قرارات تفضي إلى وقف القتال. وأشار أحد الموقعين، وهو عامي أيالون، المدير السابق لجهاز الشاباك، إلى أن الحرب الحالية كانت في بدايتها عادلة ودفاعية، لكن بمجرد تحقيق الأهداف العسكرية، أصبح من الضروري إعادة النظر في استمرارها لأنه يؤدي إلى فقدان أمن وهوية إسرائيل.
خلفية الصراع والدعوة للهدنة
اندلاع الحرب جاء بعد هجوم مفاجئ شنه حماس على جنوب إسرائيل سابع أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل أكثر من ألف ومائتين مدني، بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة والتي أدت إلى مقتل أكثر من ستين ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع. وفي ظل الضغوط الدولية المطالبة بوقف القتال، يطالب المجتمع الدولي بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإيصال المساعدات الإنسانية، لكن هناك قوى داخل إسرائيل، بما فيها من وزراء في الحكومة، تدعو إلى استمرار العمليات العسكرية وربما احتلال كامل القطاع أو أجزاء منه.
موقعي الرسالة ودوافعهم
وقع على الرسالة ثلاثة رؤساء سابقين لجهاز الموساد وهم تمير باردو، إفرايم هاليفي، وداني ياتوم، بالإضافة إلى أربعة رؤساء سابقين للشاباك: نداف أرغمان، يورام كوهين، يعقوب بيري، وكارمي غيلون. كما ضمت الرسالة وزيري الدفاع السابقين إيهود باراك، وموشيه يعالون، ورئيس الأركان السابق دان حالوتس.
أكد الموقعون أن الأهداف التي يسعى الجيش لتحقيقها منذ زمن، وهي تفكيك التشكيلات العسكرية لحماس وإنهاء حكمها، قد تحققت جزئيًا، إلا أن الهدف الأهم، وهو إعادة جميع الرهائن إلى الوطن، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال صفقة، ويمكن متابعة ملاحقة قادة حماس الآخرين لاحقًا. كما أوضحوا أن ترامب يحظى بمصداقية واسعة لدى الإسرائيليين، ويستطيع ممارسة ضغوط على نتنياهو لإنهاء الحرب واستعادة الأسرى، مع تلميحهم أن وقف إطلاق النار يفتح المجال أمام دعم دولي أوسع لمشروع إقامة سلطة فلسطينية في غزة تتولى إدارتها بدلاً من حكم حماس.







