نقلت وكالة رويترز عن مصادر مقربة من الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرفض الاستجابة لتهديدات نظيره الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات في حال عدم إنهاء الحرب على أوكرانيا قبل موعد نهائي ينتهي يوم الجمعة القادم. وذكرت المصادر أن بوتين مصمم على الثبات في مواقفه، ويؤمن بأن روسيا ستنتصر في الحرب، بما يجعل العقوبات الجديدة غير مؤثرة بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف منذ بدء الصراع.
وأشارت إلى أن بوتين يصر على هدف السيطرة الكاملة على أربع مناطق أوكرانية تشمل دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، معتبرًا أنها أراضٍ روسية، ثم يبحث لاحقًا عن اتفاق سلام. وفشلت المفاوضات التي جرت بين وفدي روسيا وأوكرانيا ثلاث مرات منذ مايو في التوصل إلى أي اتفاق جوهري، واقتصرت على مناقشات تتعلق بالإفراج عن معتقلين بشرط أن يحقق بوتين أهدافه في السيطرة على المناطق المذكورة.
وفي المقابل، هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا، تشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول المستوردة لنفطها، خاصة الصين والهند، ما لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار. ووفقًا للمصادر، فإن الكرملين يعتقد أن تصميماً بوتين على الاستمرار نابع من إيمانه بأن العقوبات لن تؤثر بشكل كبير بعد العقوبات المتتالية التي فُرضت منذ بداية الحرب.
وأكدت المصادر أن بوتين لا يرغب في إغضاب ترامب، وهو يدرك أن ذلك قد يهدد فرص تحسين العلاقات مع واشنطن والغرب. إلا أن الهدف الأول لديه هو السيطرة الكاملة على المناطق الأربع، ومن ثم مناقشة مسألة توقيع اتفاق سلام. ويضيف المطلعون أن بوتين يصر على أن نية موسكو ليست رفض السلام، لكن تركيزه منصب على تثبيت السيطرة العسكرية قبل أي تفاوض، وأن المحادثات الحالية كانت أكثرها محاولة لإقناع ترامب بأن بوتين لا يرفض السلام، رغم أن المفاوضات لم تكن ذات مضمون حقيقي سوى مناقشات إنسانية وتبادل أسرى.
وفي رد فعل من البيت الأبيض، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن ترامب يسعى إلى إنهاء القتل ويبيع أسلحة لأطراف حلف شمال الأطلسي، ويهدد بوتين بفرض رسوم وعقوبات إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن جميع الجهود الحالية تهدف إلى الضغط على روسيا لتحقيق السلام وإنهاء الحرب.







