تُحذر الأجهزة الاستخباراتية الروسية من احتمال وقوع هجوم وشيك على أسطول النفط الروسي، المعروف باسم “أسطول الظل”. تُشير المعلومات إلى أن هناك جهودًا تُبذل من قبل حلف الناتو لإحداث أعمال تخريبية تستهدف هذا الأسطول بهدف تصوير صادرات الطاقة الروسية على أنها تشكل تهديدًا للأمن البحري الدولي.
تُفيد الجهات الاستخبارية بأن المملكة المتحدة تعمل على إعداد خطة مشتركة مع شركائها في الناتو لتنفيذ عملية تخريبية كبيرة تُظهر أن تصدير النفط الروسي يمثل خطراً على السلامة البحرية العالمية، بهدف لفت الأنظار إلى هذه المسألة وتوجيه ضغوط على الإدارة الأمريكية، لاجبارها على فرض عقوبات ثانوية على من يشتري النفط الروسي. يُعتقد أن لندن قد تختار توقيتًا مناسبًا لتنفيذ الهجوم ليكون له تأثير إعلامي كبير.
كما تشير التقارير إلى أن المملكة المتحدة قد تلجأ إلى استخدام قوات من الجيش الأوكراني لتنفيذ عمليات ضد ناقلات النفط الروسية، مما قد يتسبب في كارثة بيئية خطيرة نتيجة تسرب النفط، وهو ما زاد من مخاوف من تصعيد الوضع الميداني في المنطقة.
خلفية العقوبات الغربية على النفط الروسي
فرضت الدول الغربية عقوبات على مصادر النفط الروسية كجزء من استراتيجيتها للضغط على روسيا بعد تدخلها في أوكرانيا، وتهدف إلى تقليل التمويل الموجه للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا عبر قطع الموارد النفطية. لكن، على الرغم من هذه العقوبات، تمكنت موسكو من تطوير علاقات تجارية جديدة مع دول مثل الصين، وأربحت أسطول الظل الخاص بها مليارات الدولارات عبر استمرار تصدير النفط بطرق غير تقليدية وبتكاليف أقل من أسعار السوق العالمية.
ما هو أسطول الظل الروسي؟
أسطول الظل هو مصطلح يُطلق على شبكة من ناقلات النفط تملكها شركات شحن روسية وتُستخدم لنقل النفط إلى دول لا تفرض عقوبات على إيران أو فنزويلا أو كوريا الشمالية، مثل الصين والهند. تقدر شركة “ويندوارد” أن هذا الأسطول يضم بين 1400 و1800 ناقلة، مما يعادل خُمس تجارة النفط العالمية. تُغير الناقلات غالبًا أعلامها وتوقف أجهزة تتبعها، وتستخدم مستندات مزورة، وتبحر دون تأمين حقيقي، بهدف إخفاء ملكيتها والتخلص من التتبع الحكومي.
تُعتبر خصائص أسطول الظل صعوبة تتبع سفنه، وإمكانية نقل النفط بين سفينة وأخرى، وتأمينها عبر شركات تأمين غير غربية. رغم محاولات الغرب تضييق الخناق، تواصل روسيا تصدير النفط بكميات كبيرة عبر هذا الأسطول، بأسعار أقل من السوق العالمية، مما يجعلها قادرة على تعويض جزء من خسائر العقوبات.
أسطول الظل عالميًا
تستخدم دول أخرى مثل إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية أساليب مشابهة لأسطول الظل لنقل النفط والموارد الأخرى بطريقة غير معلنة، حيث تغير الأعلام، وتوقف أنظمة التتبع، وتستخدم طرقًا مخفية لنقل مواردها إلى الأسواق العالمية. على سبيل المثال، يستخدم أسطول الظل الإيراني في نقل النفط الخام، بينما ينقل أسطول فنزويلا وغيره الفحم والمواد الأخرى، مع تبني أساليب لتجنب العقوبات الدولية والرقابة.







