فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، رسمًا جمركيًا إضافيًا بنسبة 25% على السلع المستوردة من الهند، بعد اتهام نيودلهي بشراء النفط الروسي بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما يخالف القيود الغربية المفروضة على موسكو منذ غزوها لأوكرانيا في عام 2022.
وفي بيان صادر عن البيت الأبيض، ذكر أن الحكومة الهندية تقوم حالياً باستيراد النفط من الاتحاد الروسي بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وأن إدارة الجمارك ستطبق هذا الرسم الجمركي الجديد على البضائع الواردة من الهند إلى الأراضي الأميركية، بما يتوافق مع القوانين السارية. وأكد أن القرار جاء نتيجة لهذا السلوك خلال استمرار الهند، التي تعتبر ثالث أكبر مستهلك للنفط على مستوى العالم، في استيراد كميات كبيرة من النفط الروسي بسعر مخفض، مما يعود عليها بفوائد اقتصادية كبيرة. وتذكر البيانات أن الهند تستورد الآن نحو 1.75 مليون برميل يوميًا من روسيا، وهو ما يمثل حوالي 35% من وارداتها النفطية، في حين كانت تقل عن 2% قبل الحرب الأوكرانية.
تأثيرات على الاقتصاد والسياسة العالمية
وتحذر الإدارة الأميركية من أن هذه الرسوم الجمركية ستشمل نطاقًا واسعًا، وأن الدول التي تشتري النفط أو السلع من روسيا قد تواجه تداعيات اقتصادية، بما في ذلك فرض عقوبات مستقبلية، في حال لم تتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، قبل مهلتها المحددة في 8 أغسطس المقبل. وتعمل الولايات المتحدة على زيادة الضغوط على حلفائها لوقف معاملتها مع موسكو، خاصة فيما يخص النفط، وهو ما يثير توترات سياسية واقتصادية على مستوى العالم.
رد فعل الهند وعمليات التصدير الروسية
وفي الوقت الذي تستمر فيه الهند في الاعتماد على الواردات لتلبية أكثر من 85% من احتياجاتها النفطية، استفادت مصافئ التكرير الهندية من انخفاض أسعار النفط الروسي، خاصة شركات مثل “ريلاينس إندستريز” و”نايارا إنرجي”، المرتبطتين بعقود طويلة مع شركة “روسنفت” الروسية. إلا أن هناك تقارير تشير إلى أن الهند بدأت حديثًا بخفض مشترياتها من النفط الروسي، بمساعٍ لتجنب الضغط الدولي، رغم مواقفها السابقة التي تؤكد على علاقاتها التاريخية مع موسكو وأولوياتها الاقتصادية.
ويعتبر هذا الإجراء الأميركي تصعيدًا جديدًا في سياسة الضغط على مشتري النفط الروسي، مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته إدارة ترامب لموسكو لوقف الحرب مع أوكرانيا، والذي ينتهي في الثامن من أغسطس، وهو ما يعكس محاولة واشنطن فرض قيود أكثر على مصادر تمويل روسيا في حربها الحالية.







