أعلنت شركة نيوميد إنرجي، أحد شركاء حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز الطبيعي، عن توقيع صفقة ضخمة مع مصر بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، لتزويدها بالغاز الطبيعي. تعد هذه الصفقة الأكبر من نوعها التي تصدر فيها إسرائيل الغاز إلى أي بلد آخر حتى الآن.
يسعى الاتفاق إلى تخفيف أزمة الطاقة التي تعاني منها مصر، حيث أنفق البلد مليارات الدولارات على استيراد الغاز الطبيعي المسال بسبب عدم قدرة إمدادات الغاز المحلية على تلبية الطلب. بدأ إنتاج مصر من الغاز في الانخفاض منذ عام 2022، مما دفعها للتوجه أكثر نحو إسرائيل لتعويض النقص، خاصة بعد توقف صادرات حقل ليفياثان خلال حرب بين إسرائيل وإيران استمرت 12 يوماً في يونيو، قبل أن تعود وتستأنف.
تفاصيل الاتفاق وخطط التوريد
يحوي اتفاق التوريد على مرحلتين، حيث من المتوقع أن يزود حقل ليفياثان مصر في المرحلة الأولى بنحو 20 مليار متر مكعب من الغاز، بدءًا من أوائل عام 2026، بعد إنشاء خطوط أنابيب إضافية لنقله. وفي المرحلة الثانية، عند اكتمال توسعة الحقل وبناء خط أنابيب جديد، يُفترض أن يُرسل الكمية المتبقية البالغة 110 مليارات متر مكعب حتى عام 2040 أو حتى استكمال التزام العقد بالكامل. تعمل خطوط الأنابيب على نقل الغاز بأسعار أقل من الغاز الطبيعي المسال، المستخدم بشكل رئيسي في عمليات التصدير الأخرى، بفضل عدم حاجة إلى تبريد فائق.
الآثار على مصر والسوق العالمية
وفقًا لتحليل خبراء، فإن الكميات المبدئية التي ستُسلَّم قد تساهم في تقليل واردات مصر من الغاز الطبيعي المسال بين مليار إلى ملياري متر مكعب بحلول عام 2026، مما يخفف الضغوط عن أسواق الغاز العالمية ويقلل الاعتماد على استيراد الغاز عبر السفن في المستقبل. يتوقع أن تزداد كميات الغاز الموجهة لمصر تدريجيًا، حيث من المتوقع أن يتخذ التدفق من 4.5 مليار متر مكعب إلى 6.5 مليار متر مكعب بحلول العام المقبل، ويبلغ الذروة عند 12 مليار متر مكعب بحلول عام 2029 بعد إكمال المرحلة الثانية من التوسعة في حقل ليفياثان.
وقد سجل الإنتاج المحلي لمصر من الغاز انخفاضًا ملحوظًا، حيث بلغ 3545 مليون متر مكعب في مايو 2023، مقابل 6133 مليون متر مكعب في مارس 2021، أي بانخفاض يزيد على 42 بالمئة خلال أقل من خمس سنوات.
أهمية الحقل والتوسعات المستقبلية
يُعد حقل ليفياثان، الذي يقع في البحر المتوسط قبالة سواحل إسرائيل ويحتوي على احتياطيات تقدّر بحوالي 600 مليار متر مكعب، مصدرًا رئيسيًا للغاز لمصر والأردن. بدأت إسرائيل في تزويد مصر بالغاز منذ بداية الإنتاج في 2020، وبتوسعة الحقل التي تقدر تكاليفها بنحو 2.4 مليار دولار، تتوقع نيوميد أن يستمر إنتاج الإمدادات حتى العام 2064، مع زيادة كبيرة في التدفقات إلى مصر على مر السنين.
