أكد زعماء الاتحاد الأوروبي أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا يتطلب نهجًا يجمع بين الدبلوماسية الفعالة ودعم أوكرانيا إضافة إلى الضغط على الاتحاد الروسي. وتم إصدار بيان مشترك وقع عليه كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقادة آخرين، عبروا فيه عن ترحيبهم بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف القتل في أوكرانيا وإنهاء حرب العدوان الروسية، مؤكدين التزامهم بتحقيق السلام والأمن العادل والدائم لأوكرانيا.
وأشار البيان إلى أن الدعم الذي تقدمه الدول الأوروبية والعالم ضروري لتنفيذ مسار السلام في أوكرانيا، مؤكدين على ضرورة استمرار الدعم العسكري والمالي الكبير لأوكرانيا، بما في ذلك من خلال تحالف الراغبين والإجراءات التقييدية المستمرة ضد روسيا. وأكد البيان أن مسار السلام في أوكرانيا لن يتحدد إلا بوقف العمليات العدائية والحفاظ على وحدتها، مع الالتزام بعدم تغيير الحدود الدولية باستخدام القوة.
تطرق البيان أيضًا إلى أهمية أن تحظى أوكرانيا بحرية اتخاذ قرارها بشأن مستقبلها، معتبرًا أن التفاوض الجدي ممكن فقط مع وقف إطلاق النار وتخفيف التصعيد. في الوقت ذاته، ينتظر أن يجري الرئيس ترامب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث تُسعى واشنطن وموسكو إلى التوصل لاتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، بما يثبت السيطرة الروسية على الأراضي التي استولت عليها خلال عملياتها العسكرية.
وفي تصريحات سابقة، اقترح ترامب تبادل الأراضي بين الطرفين كجزء من محاولة لإنهاء النزاع، موضحًا أن هناك إمكانية لتحسين الوضع الكلي من خلال ذلك. ويرغب بوتين في السيطرة على أربع مناطق أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، إلا أن القوات الروسية لا تسيطر حاليًا على كل الأراضي في تلك المناطق.
ولم تتوان أوكرانيا عن إبداء مرونتها، رغم أن الاعتراف بخسارة حوالي خمس أراضيها يمثل تحديًا سياسيًا كبيرًا لقيادتها، خاصة للرئيس فولوديمير زيلينسكي. ويقترح الاتفاق أن تتوقف روسيا عن هجماتها في منطقتي خيرسون وزابوريجيا، ويظل الوضع على حاله حتى تتوصل الأطراف إلى تفاوض جدي، مع استمرار الدعم الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا، مقابل محاولات تحسين العلاقات مع موسكو، رغم التباينات في التصريحات بين إدانة وتصريحات متراوحة بين الإعجاب والتنديد.
ومن جهة أخرى، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تتجه نحو فرض رسوم إضافية على واردات النفط من الهند بشكل معين، كخطوة تهدف إلى معاقبة موسكو على خلفية حرب أوكرانيا، وهي أول إجراء من نوعه خلال ولاية ترامب الثانية. فيما أجرى مبعوث ترامب الخاص محادثات مع موسكو يوم الأربعاء الماضي وصفها الجانبان بأنها بناءة، على أمل أن تسهم في التوصل إلى حلول سياسية للنزاع المستمر.







