شب حريق مساء يوم الجمعة في مسجد-كاتدرائية قرطبة التاريخي بأسبانيا، وأسفر عن أضرار مادية محدودة في جزء من المبنى، بينما بقي الهيكل الرئيسي للمعبد في حالة آمنة، وفقًا للسلطات المختصة.
أكد العميد خواكين ألبرتو نييفا، رئيس مجلس مدينة قرطبة والمسؤول عن إدارة المعلم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عمدة المدينة، أن الأضرار الناتجة عن الحريق كانت صغيرة، حيث تركزت في مساحة تتراوح بين 25 و50 مترًا مربعًا من إجمالي مساحة تصل إلى 13 ألف متر مربع. وأضاف أن المناطق المتضررة كانت في الكنيسة الصغيرة التي كانت تستخدم كمخزن، والتي انهار سقفها، ووقع فيها أكبر الضرر، خاصة في الأعمال الفنية واللوحات الدينية.
وأشار عميد الشرطة إلى أن بعض التماثيل الواقعة على المذبح قد سقطت، وأن عملية ترميم المكان ستتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين نظرًا لتعقيدها. من جانبه، ذكر عمدة قرطبة خوسيه ماريا بيليدو أن المعلم تم إنقاذه، وأكد أن المبنى لم يتعرض لضرر في هيكله الأساسي، وأن الوضع آمن تمامًا. وأوضح أن التحقيق لا يزال جاريًا، ولا تزال الفرضية الأرجح تشير إلى أن سبب الحريق قد يكون ناتجًا عن استخدام مكنسة كهربائية، لكن لم يُتوصل بعد إلى قرار نهائي.
تم فتح أبواب المعبد مجددًا صباح السبت، مع استمرار إغلاق المنطقة التي نشب فيها الحريق. وقع الحريق حوالي الساعة التاسعة مساءً بتوقيت المدينة، وهو ما أثار قلقًا بشأن الموقع الأثري، خاصة مع تكرار حوادث الحرائق، حيث يُعد ذلك ثالث حادث حريق يُمسّ بالمكان منذ بنائه. ويُذكر أن مسجد قرطبة يُعد معلمًا معماريًا فريدًا، بُني على يد خلفاء وأمراء أمويين بين القرن الثامن والعاشر، وهو مدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويستقبل ملايين الزائرين سنويًا.







