عاجل | تأجيل الاجتماع الخاص بالممر الإنساني الإسرائيلي إلى السويداء

تأجيل الاجتماع بين الوفود الأميركية والإسرائيلية والسورية

تم تأجيل اللقاء المقرر عقده يوم الأربعاء بين المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى الأسبوع المقبل. ويأتي هذا التأجيل بعد أن طلبت الأطراف المزيد من الوقت لإنهاء التحضيرات وتنقيح جدول الأعمال الخاص بالمفاوضات.

وأفادت مصادر أن السبب وراء هذا التأجيل هو الحاجة لمزيد من الوقت لترتيبات الاجتماع، الذي يأتي في سياق جهود لتهيئة الأجواء لقيام حوار بين الأطراف المعنية. ويعد ذلك خطوة مهمة في محاولة لإعادة إحياء التواصل بين سوريا وإسرائيل بعد نحو 25 عاما من انقطاع العلاقات.

السياق السياسي والادعاءات الأمريكية

ذكرت مصادر أن الإدارة الأمريكية تحاول التوسط لإنشاء ممر إنساني بين إسرائيل ومدينة السويداء جنوب سوريا، بهدف إيصال المساعدات للمجتمع الدرزي هناك. وكانت إسرائيل قد قصفت مواقع سورية الشهر الماضي خلال اشتباكات قوية في السويداء، مدعية أن ذلك دفاع عن السكان الدروز في سوريا، تضامناً مع الأقلية الدرزية في إسرائيل.

يرى المسؤولون أن توقيع اتفاق بين الحكومتين السورية والإسرائيلية حول هذا الممر يمكن أن يعزز العلاقات بين البلدين، وربما يدفع نحو خطوات تطبيع محتملة في المستقبل. كما أن هذا الممر من شأنه تحسين الأوضاع في السويداء، التي لا تزال تعاني من اضطرابات رغم وقف إطلاق النار، حيث حذرت الأمم المتحدة من صعوبة إيصال المساعدات الضرورية بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة.

مخاوف الحكومة السورية والإجراءات العسكرية

أبدت الحكومة السورية مخاوف للولايات المتحدة من أن يستخدم “الميليشيات الدرزية” هذا الممر لتهريب الأسلحة. وكان من المقرر أن يلتقي باراك في باريس يوم الأربعاء مع ديرمر والشيباني في محاولة للتوصل إلى اتفاق، في ثاني اجتماعات من نوعها خلال ثلاثة أسابيع، بعد انقطاع دام لسنوات طويلة بين البلدين.

وتؤكد إسرائيل، التي تملك جالية درزية ذات تأثير سياسي، التزامها بحماية الأقلية الدرزية في سوريا. وفي وقت سابق، حاولت إسرائيل إيصال المعونات إلى دروز السويداء عبر الأردن، لكن الأردن رفض، فاضطرت إسرائيل لإسقاط تلك المساعدات جواً. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب طلبت من واشنطن المساعدة في الحصول على موافقة سورية لإنشاء الممر الإنساني.

كما قام المبعوث الأمريكي بزيارات إلى عمّان، يوم الثلاثاء، حيث اجتمع مع وزيري خارجية الأردن وسوريا لمناقشة سبل الاستقرار في السويداء، التي تعتبر أحد مراكز النفوذ الرئيسية للدروز في سوريا، وتواجه منذ أشهر معارك عنيفة أدت إلى مقتل وجرح مئات، ونزوح عشرات الآلاف، مع تقارير عن فظائع ضد المدنيين.

وفي سياق التصعيد، نفذت إسرائيل ضربات جوية على مواقع سورية في دمشق وأهداف عسكرية في السويداء، مما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين من احتمالية تصاعد التوتر وإشعال الفوضى في البلاد بشكل أكبر.