تعمل فرق الإطفاء بشكل مستمر لمكافحة الحرائق في خمس بؤر ضخمة لا تزال مشتعلة في ريف حماة الغربي، حسب ما أكد مدير مديرية الدفاع المدني، محمد أبو عيسى. وتصل الحرائق إلى محيط قرى عناب وطاحونة الحلاوة والفيرو وطريق بيت ياشوط، إلى جانب سلسلة جبلية وعرة بين بيت ياشوط وعنان.
وأوضح أبو عيسى أن المنطقة الجبلية الوعرة وصعوبة الوصول إليها تشكل تحدياً كبيراً أمام فرق الإطفاء، خاصة مع هبوب الرياح التي ساهمت في انتشار النيران بشكل واسع، بالإضافة إلى انفجار بعض الألغام التي زادت من سرعة انتشار الحرائق في منطقة عناب.
جهود مدعومة وتنسيق مستمر
ذكر أن الخطة الحالية تركز على عزل النيران ومنع وصولها إلى منازل المدنيين، والحفاظ على معيشة السكان، مع العمل على إخماد الحرائق في المناطق التي يمكن الوصول إليها. وقامت فرق من مختلف المحافظات بتقديم الدعم، وتنسيق الجهود مع وزارتي الزراعة والطوارئ وإدارة الكوارث.
أشار الدفاع المدني إلى مشاركة 20 فريقاً في عمليات الإطفاء بقرى رأس الشعر وفقرو قرب بيت ياشوط ومنطقة عناب، بوجود 11 فريقاً من الدفاع المدني السوري وفوج إطفاء حماة، و9 فرق من أفواج إطفاء الحراج، إلى جانب تعاون الأهالي في دعم الجهود.
الدعم والإجراءات المُتخذة
أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث عن إرسال مؤازرات من أجل دعم فرق الإطفاء لمواجهة حرائق الغابات والأحراج في أرياف حماة واللاذقية وطرطوس، للحفاظ على السكان والغطاء النباتي، خاصة في ظل تحديات الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة والتضاريس الجبلية الصعبة، بالإضافة إلى صعوبة توفر خطوط النار ومصادر المياه في بعض المناطق.
استخدمت الفرق آليات مجنزرة لفتح الطرق والوصول إلى المناطق المتضررة، مع تجهيز طلعات جوية صباحية لإخماد النيران التي تتعذر السيطرة عليها من الأرض، والتنسيق بين فرق الدفاع المدني وفرق الإطفاء الحراجية والجهات الزراعية، بالإضافة إلى مساهمة المجتمع المحلي في الحد من انتشار الحرائق، حيث تم إخلاء بعض العائلات مؤقتاً قبل إعادة أفرادها إلى منازلهم بعد تأمين المنطقة.
أشار أبو عيسى إلى أن الأضرار اقتصرت على عدد محدود من المنازل ومخازن الأعلاف والأخشاب، مع استمرار عمليات المراقبة لمنع تجدد أو توسع المناطق المشتعلة، خاصة في المناطق الجبلية. وأكد أن الظروف الجوية كانت سبباً رئيسياً في تمدد النيران إلى منازل في قرية عناب، لكن الفرق تمكنت من وقف الانتشار داخل القرية وإخماد جميع بؤر النار فيها، مع استمرار العمل في المناطق الحراجية.
يذكر أن حرائق كثيرة اجتاحت المنطقة الساحلية سابقاً وتطلبت أسبوعين من جهود فرق الإطفاء الوطنية لإخمادها، بمساعدة دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق.







