تنعقد قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا الأميركية، بهدف فتح باب التفاهم لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي استمرت منذ حوالي 30 شهراً.
يتعرض التحليل والنقاش إلى غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن هذه القمة، رغم أن اللقاء سيتناول مصير بلاده وتطورات الحرب الدائرة بها.
يرى بول ساندرز، رئيس مركز “ناشونال إنتريست” والخبير في السياسة الخارجية الأميركية، أن القلق على عدم وجود أدلة على رغبة بوتين في إنهاء الحرب يشكل تحدياً رئيسياً، حيث لا يظهر أن الزعيم الروسي مستعد لتقديم تنازلات أو حتى أن يكون لديه نية للسلام، إذ يعتقد أنه منتصر ويشعر بعدم الحاجة للتخلي عن أهدافه في أوكرانيا.
يؤكد ساندرز أن موسكو لا تتأثر بشكل كبير بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، حيث نجحت حتى الآن في إدارة الضغوط الداخلية من خلال تبرير غزوها بأنه ضروري لأمن روسيا، ويثق بوتين في تحقيق نصر عسكري رغم التعثرات التي تواجهها قواته، والسبب وراء هذه الثقة هو اعتقاده أن روسيا أقوى من أوكرانيا في حرب الاستنزاف، وأن استراتيجيتها لا تعتمد على احتلال الأراضي فحسب، بل تستهدف فشل الإرادة الغربية في الحفاظ على دعم أوكرانيا.
التحولات في سياسة بوتين
يقول ساندرز إن بوتين كان ذات يوم أكثر براغماتية، و حاول بناء علاقات تعاون مع واشنطن، وكان أول زعيم أجنبي يواصل الاتصال مع الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر. لكنه خلال العقد الأخير، خاصة بعد انتخابه مجددًا في 2012، بدأ يتبنى مواقف أكثر تشددًا، وضمّ شبه جزيرة القرم، وتدخل عسكري في سوريا، وزاد من قمع الحريات الداخلية، وروج لرواية تظهر الغرب على أنه عدو ومرتحل حضاريًا، ما يجعل أي تنازلات سياسية مكلفة جدًا على الصعيد الداخلي والخارجي.
وفيما يتعلق بموقف ترامب، يوضح ساندرز أن حتى لو كان ترامب يود تحسين العلاقة مع موسكو، فإن المعارضة في الكونغرس ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى خصومات داخل إدارته، تعيق هذا التقارب، خاصة مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس التي قد تفرض مزيدًا من الضغوط على ترامب، وقد تؤدي إلى تغييرات في مشهد الرئاسة الأمريكية المقبلة.
يشير الخبير إلى أن بوتين يعتقد أن النظام السياسي الأمريكي يحاول عرقلته، وأن الانتخابات القادمة ستكون عائقًا أمام موافقته على تقديم وعود تتعلق بتنازلات، خاصة أن أدلة موثوقة على ذلك لا تظهر بعد بشكل واضح. وهو يعتقد أن بوتين يفضّل أن يستمر في مواقفه الحالية، وأن يعكس لقادة العالم أنه ينجح في تحقيق أهدافه، وأن أي محاولة لاتفاق سلام ستكون غير ذات جدوى ما لم تتغير نوايا القيادة الروسية.







