رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | قبل لقاء ترامب.. خبير أميركي يتحدث عن “نوايا بوتين

شارك

تُعقد قمة مرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، بهدف التباحث حول إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ قرابة 30 شهراً. يجري انتقاد غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن هذه القمة، رغم أن جزءًا من جدول أعمالها يتناول مصير بلاده.

يُشير تحليل من مركز “ناشونال إنتريست” إلى أن المشكلة الأساسية ليست في غياب زيلينسكي، وإنما في عدم وجود أدلة مقنعة على رغبة بوتين في إنهاء الحرب، إذ يبدو أن الرئيس الروسي لم يُظهر نية حقيقية للتوصل لاتفاق. يرى الخبير أن المفاوضات لن تنجح إلا إذا اقتنع الطرفان بأن التسوية أفضل من استمرار الوضع الراهن، إلا أن بوتين يعتقد حالياً أنه في وضعية انتصار، وليس لديه حافز حقيقي للتنازل، خصوصاً في ظل عدم وجود ضغط اقتصادي أو داخلي حاسم عليه نتيجة للعقوبات.

الثقة بالقدرة على النصر العسكري

يشعر بوتين بثقة فائقة في قدرته على تحقيق نصر عسكري، بالرغم من بطء التقدم على الأرض. يعزو ذلك إلى اعتقاده أن روسيا أقدر على الصمود خلال حرب طويلة، وأن استراتيجيته لا تتطلب دائماً غزو الأراضي الأوكرانية بشكل مباشر، إذ يعتقد أن النصر قد يأتي نتيجة فشل إرادة كييف وواشنطن والعواصم الأوروبية في مواصلة المواجهة.

بالنسبة لبوتين، كانت لديه سابقاً نية للتعاون مع الولايات المتحدة، خاصة خلال فترات رئاسته الأولى، حيث حاول بناء علاقات أكثر تعاوناً مع واشنطن، وعُرف باتصالاته مع بعض المسؤولين الأميركيين. لكنه أصبح أكثر تشدداً بعد عودته للرئاسة، حيث تبنى خطاباً أيديولوجياً، وضم شبه جزيرة القرم، وتدخل عسكري في سوريا، وبدأ في قمع معارضيه، مروجاً للرؤية التي تصور الغرب بأنه عدائي ومنحط، مما يزيد من صعوبة التوصل لاتفاق سلام.

موقف بوتين من السياسة الأميركية

يعتقد ساندرز أن بوتين يظن أنه حاول التعاون مع عدة رؤساء أميركيين وأن نخب واشنطن تعارض مصالح روسيا. كما أن بوتين يراهن على أن الانتخابات النصفية المقبلة ستؤدي إلى مزيد من الإجراءات المناهضة لترامب داخل الولايات المتحدة، ويعتقد أن “النظام” الأميركي سيعيق أي تقارب حقيقي مع موسكو، خاصة مع التحديات التي قد تظهر مع انتخابات 2028 أو التحقيقات المحتملة ضد ترامب. لذلك، يفضل أن يستمر حالياً على مساره الحالي، معتقداً أن ذلك سينجح، وأنه ليست هناك حاجة للمساومة على مكاسبه على الأرض مقابل وعود من واشنطن لا يثق بها.

يتفق خبير آخر على أن تصريحات وتصرفات الكرملين تشير إلى أن بوتين يفضل استمراره في المسار الحالي، معتبرًا أن هذا الاجتماع يشكل اختباراً لنوايا الطرفين وليس فرصة لتحقيق سلام سريع. يشدد على أهمية أن يُنظر إلى تصرفات بوتين على أنها تعكس ثقته التامة في النجاح، وأن أي ادعاء غير ذلك يتطلب أدلة موثوقة تؤكده.

مقالات ذات صلة