أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده والولايات المتحدة قد يبرمان اتفاقًا جديدًا بشأن الأسلحة النووية، وذلك ضمن جهود موسعة لتعزيز السلام بين الطرفين. تزامن هذا الإعلان مع اقتراب قمة تجمع بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأثار استغراب الكثيرين بسبب تركيز الحديث على قضايا النووي، فيما كانت القمة موجهة أساسًا لمناقشة أوكرانيا.
صدرت أسئلة كثيرة حول سبب تطرق بوتين إلى موضوع الأسلحة النووية في الوقت الذي يُفترض أن يناقش فيه الملف الأوكراني. يُذكر أن بوتين يواجه ضغوطًا من ترامب للموافقة على إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع، والتي تعتبر موسكو أنها تنشأ من قضايا أمنية معقدة زادت التوتر بين الشرق والغرب إلى مستويات خطيرة تشبه الحرب الباردة. وعلى الرغم من تقدم القوات الروسية في أوكرانيا، يرفض بوتين دعوات كييف لوقف فوري لإطلاق النار، إلا أنه قد يستخدم الحديث عن معاهدة نووية جديدة كوسيلة لإظهار انخراط موسكو في قضايا السلام الأوسع وإقناع ترامب بعدم فرض عقوبات جديدة، خاصة وأن ترامب هدد بفرض عقوبات على روسيا ومشتري نفطها وصادراتها.
ساحة التسلح النووي وأهميته
كررت موسكو مرارًا وأظهرت تينة قوية بامتلاكها ترسانة نووية هائلة، حيث يقدر اتحاد العلماء الأميركيين أن روسيا تمتلك حوالي 4300 رأس نووي، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 3700 رأس، وتسبق الصين الساحة بنحو 600 رأس نووي. يظل الحديث عن الأسلحة النووية في سياق السياسة الدولية ذا أهمية كبيرة، خاصة مع وجود معاهدة “نيو ستارت” التي وقعتها واشنطن وموسكو عام 2010، والتي تحدد عدد الرؤوس النووية التي يُسمح للبلدين بنشرها، بحيث لا يزيد العدد عن 1550 للرأس، مع قيود على الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل.
دخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 2011، وتم تمديدها في 2021 لخمس سنوات إضافية، لكن بوتين أعلن في 2023 تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة، على الرغم من أن موسكو أكدت استمراريتها في الالتزام بالحدود المتعلقة بالرؤوس النووية. تنتهي سريان المعاهدة في فبراير 2026، ومع اقتراب هذا التاريخ، يخشى المحللون من احتمال تجاوز الطرفين للحدود إذا لم يتم التمديد أو التفاوض على بديل آخر.
التوترات النووية والنزاعات القائمة
شهدت الفترة الأخيرة تصعيدًا في التوتر، حيث قال ترامب إنه أمر غواصتين نوويتين أميركيتين بالتحرك قرب روسيا، ردًا على تصريحات ميدفيديف التي أشار فيها إلى إمكانية نشوب حرب بين البلدين، وقلل الكرملين من أهمية هذه الخطوة، لكنه حذر من ضرورة توخي الحذر من الخطاب النووي. تتصاعد سباقات تسلح الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي يمكن أن تحمل رؤوسًا نووية، خاصة بعد أن خرج ترامب من معاهدة كانت تقيد استخدام هذه الأسلحة، في خطوة لم تتخلَّ عنها موسكو، التي أعلنت أنها لم تعد ملتزمة بأي قيود على أماكن نشر الصواريخ.







