رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | لقاء بوتين وترامب في ألاسكا.. صفقة سلام أم فخ سياسي لكييف؟

شارك

يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على أرض ألاسكا، وهي مكان يحمل رمزية تاريخية، في قمة تعتبر من الأحداث الهامة في السياسة الدولية. يتطلع العديد إلى هذا اللقاء لما يحمله من احتمالات قد تغير مسار النفوذ الدولي بين واشنطن وموسكو، خاصة في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.

يعكس هذا اللقاء بشكل واضح طبيعة التوقيت الحساس الذي يمر به العالم، حيث يواجه الطرفان فرصة لإبرام صفقة سلام قد تكون مؤثرة، لكن في ذات الوقت تثير المخاوف من أن تكون مجرد فخ سياسي يدفع ثمنه الشعب الأوكراني. تذهب التوقعات بين التفاؤل والتشاؤم، إذ تطرح القضية سؤالاً أساسياً حول ما إذا كانت هناك حقًا صفقة سلام حقيقية أو أن الأمر مجرد تفاوض لشراء الوقت.

المخاوف الأوكرانية من الثقة المفقودة

أوضح محمد العروقي، رئيس تحرير موقع “أوكرانيا اليوم”، أن الموقف الأوكراني يتسم بعدم الثقة تجاه الرئيس بوتين، معترفا بأن كييف تخشى من أن تكون أي مفاوضات مباشرة بين ترامب وبوتين على حساب مصالحها، حتى لو كانت تهدف لإنهاء الحرب. وأكد أن الرئيس زيلينسكي حصل على ضمانات من ترامب بعدم اتخاذ أي قرار يخص مستقبل الحرب دون موافقة أوكرانيا، لكن المخاوف من قدرة موسكو على قلب موازين القوى لا تزال قائمة، خاصة مع تحذيرات من هجوم روسي واسع في زابوروجيا في نهاية الصيف.

رمزية المكان وأهميته التاريخية

اختيار ألاسكا كموقع للقمة يحمل رمزية عميقة، فهي ولاية كانت ذات يوم مملوكة لروسيا ورُبعت إلى الولايات المتحدة مقابل مبلغ بسيط، واليوم تعود لتكون شاهدًا على مواجهة بين القوى الكبرى. تتسم رمزية المكان بأنها تذكر موسكو بخسارتها التاريخية، وأن اختيارها يعبر عن توازن القوى الذي ترغب واشنطن في إظهاره، وهو ما يُضفي بعدًا نفسيًا على محادثات القمة.

السيناريوهات المحتملة للقمة

يمكن أن تنتهي القمة بعدة سيناريوهات، بدءًا من تجميد الصراع حيث تسيطر روسيا على الأراضي التي احتلتها دون اعتراف دولي، إلى صفقة تبادل مصالح بين ترامب وبوتين، ربما على حساب أوكرانيا. خيار آخر هو تعزيز الدعم الأميركي لأوكرانيا من خلال ضمانات أمنية وسياسية، وهو ما تفضله كييف، لكن ذلك يعتمد على مدى استعداد ترامب لتحمل تبعات المواجهة مع موسكو. ويظل من المهم أن تلتزم كييف بعدم التخلي عن حقوقها وأن تظل متمسكة بقوانينها الدولية، خاصة في ظل استمرار روسيا في تعزيز مواقعها في مناطق مثل دونباس وزابوروجيا، مما يعقد فرص التوصل إلى حل وسط.

الموقف الأوروبي والدعم الدولي

على الرغم من الحضور الأوروبي القوي في الملف الأوكراني، إلا أن الدعم الأوروبي يبقى أقل من الدعم المباشر الذي توفره الولايات المتحدة. تحاول الدول الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تهدئة مخاوف كييف، لكن القرار النهائي يظل بيد واشنطن، والتي تستغل نفوذها لفرض مسارات تتوافق مع مصالحها الاستراتيجية، حتى لو كانت على حساب المشتركة الأوروبية أو الأوكرانية.

موقف ترامب من العمليات الدبلوماسية

يشير العروقي إلى أن أسلوب ترامب يقوم على إبرام الاتفاقات بسرعة مع ترك التفاصيل للمرحلة اللاحقة، وهو ما ينتقده لأنه يهدد بإيجاد حلول سطحية للأزمة المعقدة. يعتقد أن الأزمة في أوكرانيا أعمق من أن تُحل بعقد اتفاقات سريعة، خاصة مع إصرار روسيا على السيطرة، ووصول الأمور إلى مرحلة يتوقع فيها أن تتجه إلى حلول مؤقتة قد تتطور لواقع دائم دون حل جذري. ويشير إلى أن ترامب أبدى ترددًا محدودًا كاملاً حول نجاح القمة، مما يثير قلق أوكرانيا من ضياع حقوقها وتعرضها لضغوط دولية لقبول ترتيبات موقتة.

القانون الدولي ومنطق القوة في الصراع

تتمسك أوكرانيا بحقها في حل النزاع وفقًا لحدودها المعترف بها دوليًا، بينما تواصل روسيا تعزيز وجودها في مناطق مثل دونباس وزابوروجيا، مما يعقد chances التوصل إلى تسوية وسط. تظل احتمالات أن تنتهي القمة بتجميد الصراع أعلى من احتمال التوصل إلى حل تنتهي إليه الحرب، خاصة مع استمرار التوتر بين القانون الدولي ومنطق القوة.

على الرغم من أن قمة ألاسكا قد تكون بداية لتحرك دبلوماسي جدي إذا أصرت واشنطن على موقف حازم، إلا أنها قد تتحول أيضًا إلى محطة تزيد من حالة عدم الثقة حال ركزت على صفقات سريعة. يبقى مصير الحرب معلقًا على مدى قدرة ترامب وبوتين على التوصل إلى اتفاق سلام مستدام أو إحالة القضية إلى مواصلة الصراع في انتظار قمة أخرى.

مقالات ذات صلة